تهدف المدن الذكية إلى تحسين جودة الحياة وتوفير بيئة قائمة على التكنولوجيا تكون صديقة للبيئة ومحفزة على التعلم والإبداع، إذ تعتمد هذه المدن بشكلٍ أساسي على البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات مع التركيز على الإنسان في المقام الأول، وتستجيب كذلك للظروف الاقتصادية والمعرفية والاجتماعية المتغيرة بخلاف المدن التقليدية.
دور حيوي
وتؤدي المعرفة دوراً محورياً في مسيرة التحول إلى المدن الذكية، إذ تعد أحد العوامل الأساسية لتحقيق هذا الهدف بإسهامها في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في المدن الذكية عبر تحليل البيانات وتحديد احتياجات المواطنين، إضافة إلى تنمية الإدارة الحضرية والاستدامة البيئية وتحسين الابتكار والتطوير ورفع مستويات الأمن والسلامة ودعم القطاع الصحي وأنظمة النقل والاتصالات، وتعزيز الإنتاج والكفاءة. وتتيح المعرفة للجهات المعنية إمكان استيعاب التكنولوجيا الحديثة، ما يمكِّنها من اتخاذ القرارات الصائبة في شأن تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المناسبة للتحويل للمدن الذكية.
ولأن المعرفة هي الأساس الذي يمكن به تحقيق التطور والتقدم في مختلف المجالات، تعد المدن الذكية من أهم المجالات التي تحتاج إلى المعرفة والتعلّم المستمر، فيمكن للتعلم المستمر تعزيز روح ريادة الأعمال والإسهام في تنمية فرص جديدة في مجال التكنولوجيا والابتكار في المدن الذكية.
«مشروع المعرفة»
وتؤدي مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة دوراً حيوياً في دعم التحول إلى مدن ذكية، فتسهم بمشروعاتها ومبادراتها المعرفية المتنوعة في النهوض بالقدرات المعرفية للشباب. ومن بين هذه المبادرات التي تدعم التحول إلى مدن ذكية مبادرة «مشروع المعرفة» كما تقدم المؤسسة برامج تعليمية وتدريبية تساعد على تطوير مهارات الفرد وزيادة وعيه بأهمية المعرفة والتعلم المستمر في تحقيق التقدم وتطوير المجتمع.
وتؤمن المؤسسة بأن التكنولوجيا والمعرفة هما الأساس لتحويل المدن واستدامتها وتعزيز سعادة سكانها، فتعمل على تعزيز الوعي بأهمية التحول إلى المدن الذكية وتشجيع الابتكار والتطوير في هذا المجال كما تشجع المؤسسة على البحث والابتكار وتوفير الدعم للمشروعات والأفراد الراغبين في تطوير حلول ذكية لمشكلات الحياة الحضرية، فتؤدي دوراً مهماً في تمكين رواد الأعمال وتقديم الدعم الضروري لهم لبدء مشروعاتهم الخاصة في مجال التكنولوجيا والمعرفة عبر جائزة محمد بن راشد للمعرفة وغيرها من المبادرات.
ومن بين المبادرات المعرفية الأخرى للمؤسسة والتي لها تأثير مباشر في التنمية بشكل عام ودعم إمكان إنشاء المشروعات التنموية الكبرى كالمدن الذكية، «مؤشر المعرفة العالمي» الذي يعد إضافة مهمة للرصيد المعرفي العالمي المتعلق ببناء المؤشرات التنموية. وتعد دبي واحدة من المدن التي تتربع على عرش المدن الذكية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، فيتبنى مشروع مدينة دبي الذكية استراتيجية تحويل نحو 1000 خدمة حكومية إلى خدمات إلكترونية.