معارض الكتب المستعملة والنشر الإلكتروني

برامج إبداعية تعزز صون الموارد وتحفز حب القراءة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد معارض الكتب المستعملة في الإمارات من الأماكن المثالية لمحبي القراءة واقتناء الكتب، فهي توفر فرصة رائعة للعثور على الأعمال الأدبية والمراجع الثقافية بأسعار معقولة. ويمثل وجود معارض الكتب المستعملة في الإمارات جزءاً من التجربة الثقافية والتعليمية في المجتمع، حيث تضمن هذه المعارض وصول أكبر عدد من الجمهور إلى أوعية الثقافة والمعرفة.وتعتبر معارض الكتب المستعملة في الإمارات مقصداً شائعاً لعشاق الكتب والقراءة، حيث يمكنهم استكشاف العديد من العناوين المميزة والنادرة، ويمكنهم البحث عن كتب في مختلف المجالات بدءاً من الأدب والشعر، وصولاً إلى العلوم والتاريخ والفنون والكتب المخصصة للأطفال وغيرها الكثير.

وتعد هذه المعارض مصدراً مهماً لتبادل الكتب والمعرفة، حيث يمكن للأفراد بيع الكتب التي انتهت حاجتهم إليها، أو التبرع بها للمعارض، وبالمقابل يمكن لآخرين الاستفادة منها وشراؤها بأسعار مخفضة، إذ يعمل هذا التبادل على تحفيز الاقتصاد المحلي للقطاع الثقافي وتعزيز الثقافة المشتركة بين المجتمعات المختلفة.

وبجانب المعارض المادية أصبحت العديد من محلات الكتب المستعملة في الإمارات متوفرة عبر الإنترنت، ما يتيح للقراء الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب بأسعار أقل من السوق، فتتعدد الخيارات المتاحة في هذه المعارض الرقمية، ويمكن العثور على الإصدارات القديمة والنسخ النادرة، التي غالباً ما تكون غير متوفرة في الأسواق التقليدية.

وتتوفر في الإمارات العديد من معارض الكتب المستعملة، التي تتيح مجالاً واسعاً للقراء ومقتني الكتب الحصول على الكتب التي يرغبون بها بأقل الأسعار، ما يسهم في الحفاظ على تلك الكتب والأوراق من الفناء.

وبالحديث عن صناعة الورق التي تستهلكها الكتب، فإن الخبراء يشيرون إلى أنه من أجل إنتاج طن واحد من الورق يلزم قطع ما يقارب 24 شجرة، يبلغ طول كل منها نحو 40 قدماً؛ لذا يتم قطع ما يقارب 80 ألفاً إلى 160 ألف شجرة يومياً في أنحاء العالم كافة؛ ما يشكل تهديداً رئيساً للغابات، إضافة إلى استهلاك 20 ألف غالون من المياه لإنتاج طن واحد من الورق، ما يشكل إنذاراً خطيراً على البيئة يتطلب الوقوف عنده والحديث عن بدائل للورق.

موارد

في هذا السياق، أشار علي الشعالي، صاحب دار الهدهد للنشر، إلى أن الاستدامة في القراءة والكتابة تتجلى في عدة أمور، أولها المواضيع قبل الحديث عن الأمور الملموسة، قائلاً: لدينا مشاريع مع عدة جهات سيتم الإعلان عنها بالتوازي مع مؤتمر «كوب 28»، تهدف إلى رفع الوعي لدى الأسرة، كما توعّي الأطفال والفتية بأهمية الحفاظ على الموارد، والتعامل معها بحكمة.

وأوضح أن الجانب الثاني هو الملموس، ويُعنى بالتحول إلى الجانب الإلكتروني في نشر الكتب، مبيناً أن العديدين في جمعية الناشرين الإماراتيين اتجهوا نحو هذا الاتجاه. مضيفاً: عملنا على تضخيم مكتبتنا الرقمية المقروءة والمسموعة، وللأطفال هناك ما يسمى بالتفاعلية، وعملنا مع جهات عديدة على «رسوم متحركة»؛ إذ عملنا على 4 منتجات تثري مكتبتنا وتعطي خيارات متعددة للطفل من دون إهدار الورق، وهي مفيدة للأطفال المسافرين وأصحاب المساحات الصغيرة.

وذكر أن الجانب الثالث يتمثل في كيفية نظر دور النشر المتقدمة فكرياً إلى النشر الإلكتروني، فالنظرة التنافسية التي تطغى على الحوار بما يتعلق بالنشر الإلكتروني هي نظرة قاصرة. الكتاب الورقي باقٍ كما يقول محبوه، وكذلك الإلكتروني، فلكل منتج مكانه.

إعادة تدوير

من جهته، يشير جمال الشحي، صاحب دار «كتاب للنشر»، إلى أن هناك العديد من الأمور التي تسهم في الاستدامة، أولها استخدام الأوراق الصديقة للبيئة والقابلة لإعادة التدوير، وهذا التوجه متبع الآن في الإمارات، وهو يواكب الاستدامة في الدولة، وأيضاً مع تطور التكنولوجيا والوسائل الحديثة بات النشر الورقي رديفاً للنشر الرقمي.

وقال: «اليوم يوجد الكثير من المحتوى على الإنترنت، وفي ظل ظهور الذكاء الاصطناعي، فإن هناك تهديداً وجودياً للكتاب، ومع الاستدامة ستتطور طرق النشر، والكتاب الورقي سيبقى، ولكن بصورة محدودة، وأيضاً بطرق متطورة وحديثة تواكب التطور الإلكتروني، ما يسهم بشكل واضح في الاستدامة والحفاظ على الورق».

 

 

Email