شاركت في صناعة ملابس أشهر الأعمال السورية
رجاء مخلوف: تصميم الأزياء أحد أعمدة بناء الدراما
الملابس في السينما أو الأعمال الدرامية ليست مجرد عرض أزياء يقدمه الممثلون، ولكنها من بين أهم المقومات التي تحمل معاني ودلالات عديدة لجهة صناعة الخطاب البصري في سياق مشهدية تتناغم مع النص.
وتعد مصممة الملابس السورية رجاء مخلوف من أبرز الوجوه في الساحة الفنية العربية عبر البصمات التي تركتها على مدى أكثر من عقدين من الزمن، بدءاً من مسلسل «الثريا» ومروراً بفيلم «الطحالب» لريمون بطرس، و«شيء ما يحترق» لغسان شميط و«اللجاة» لرياض شيا كما كان لها إسهاماتها المتميزة في الدراما في أعمال «الزير سالم» و«الملك فاروق» و«نزار قباني» و«السيرة الهلالية» و«الظاهر بيبرس» و«فنجان الدم» لليث حجو و«أبواب الغيم» للراحل حاتم علي، وأخيراً مسلسل «الزند»، الذي عرض في رمضان الماضي ونال نجاحاً كبيراً.
تقول رجاء في حوار مع «البيان»: إن علاقتها بالمهنة بدأت منذ الطفولة، ضمن بيئة محيطة محبة للفن التشكيلي، وتؤكد أن الملابس وسيلة تعبير تطورت عبر التاريخ مع تطور الإنسان وحضاراته.
وتشير رجاء، التي تحضّرُ عملاً تاريخياً كبيراً مع شركاء التجربة الاستثنائية في عاصي الزند، إلى تجربتها مع الراحل حاتم علي وتصفها بالعميقة على الصعيد الفني والإنساني، إذ كان يحفز الشغف لديها بشكل كبير ويرفع المعايير لأعلى حد كما تقول.
البدايات
حدثينا عن بدايتك، متى بدأت علاقتك بهذا الفن؟ وما الذي حفزكِ على احتراف مجال تصميم الملابس على الرغم من دراستك الأدب الفرنسي؟
علاقتي بمهنتي تبدأ منذ الطفولة، لأن البيت الذي يُنشئك على احترام الكتاب والثقافة عموماً يفتح لك آفاقاً واسعة لاختيار طريقك المهني والإنساني. كان الكتاب ولا يزال رفيقاً دائماً، ومع الوقت ووجود بيئة محيطة محبة للفن التشكيلي بشكل خاص والقرب من الطبيعة والفضول للمعرفة؛ كل ذلك شكل البدايات والاستمرار.
أحياناً لا نعرفُ تماماً وبدقة ما نريد كمهنة، ولكن الشغف الذي يحرك الروح يشدك إلى مكان قد يكون مختلفاً عن الدراسة، ومع قناعتي بأن الأدب وعلوم اللغات لا تنفصل عن الفن، لطالما كان الأدب والشعر ملهمين للفن والرسم واللون.
ما أهمية اللباس في سياق تشكيل المشهدية البصرية للنص الدرامي أو السينمائي؟
باتت الملابس في الأعمال الدرامية تأخذ أهمية كبيرة على صعيد الصورة. ومع تطور التقنيات وتطور السينما والتلفزيون لم يعد ممكناً أن تكون خارج إطار التطور، لأنك بذلك تخرج من المعادلة الفنية. ألوان الملابس وأنواع الأقمشة مسألة حساسة جداً، ولأن العمل الدرامي عمل جماعي لا بد من تجانس لون ومادة اللباس مع الإضاءة وحساسيتها وكذلك مع ألوان المكان. هي عملية بناء متكاملة. إن تصميم الملابس باتت جزءاً مفصلياً في معادلة العمل الدرامي.
إلى ماذا تستندين عند اختيار التصاميم المناسبة للممثلين في حقب زمنية موغلة في القِدَم؟
أحب الأعمال التاريخية وأفضلها، لأنها تتيح لي فرصة البناء من الصفر. العمل التاريخي صعب للغاية لأنه وفي البدء يحتاج بحثاً طويلاً في المرحلة من كل النواحي. هو فرصة لي لزيادة المعرفة والثقافة.
ارتفاع المعايير
عملتِ مع العديد من المخرجين، ولك تجربتك الخاصة التي تجاوزت 6 أعمال مع الراحل حاتم علي، كيف تقيمين هذه التجربة؟
تعلمت من جميع المخرجين الذين عملت معهم وكل منهم كان أستاذاً لي ومعلماً في جانب فني معين، ولكن تجربتي مع الراحل حاتم علي كانت عميقة على الصعيد الفني والإنساني، وكان يحفز الشغف بشكل كبير ويرفع المعايير لأعلى حد، ولم يكن ممكناً أن أقدم نفسي في أعماله إلا في أعلى حافة العطاء والقلق والجمال وكان ينقل لي حساسية فنية عالية وثقافته العالية، وعينه السينمائية جعلتني بشكل دائم على صلة قوية بالمشاهدة السينمائية والتعلم من كل ما أشاهد ولا أنسى بالطبع فضل جميع المخرجين الأصدقاء الذين عملت معهم ولكن كان لحاتم ثقل فني وإنساني وثقافي كبير.
أنت منشغلة بعمل جديد، هل يمكن أن تعطينا فكرة عن هذا العمل؟
أحضر عملاً تاريخياً كبيراً مع شركة الصباح ومن إخراج سامر برقاوي ونص عمر أبو سعدة، شركاء التجربة الاستثنائية في عاصي الزند. عمل يحكي بعضاً من تاريخ سورية، ويشكل بالنسبة لي تحدياً كبيراً لأنها فترة ليست بعيدة جداً عن ذاكرة الكثيرين وهي غنية جداً من الناحية الجمالية.