يتتبع الفنان التشكيلي الإيطالي جيامبييرو رومانو عبر معرضه المنفرد بغاليري «زاوية» في «السركال أفنيو» بدبي حتى 27 سبتمبر الجاري خطى الذكريات والشخوص، كما هو الحال في حبكة المرايا في قصة «سنو وايت» الخيالية، التي كتبها ياكوب وفيلهيلم عام 1812، الذي يسلط الضوء على أسلوبه الاستثنائي في الترميم وإعادة تشكيل العتيقة تحت عنوان «قابل للكسر، احمله بحذر»، حيث تبدو المرايا اللامعة جميلة من الخارج، لكنها هشة وقابلة للكسر من الداخل.
هوية تاريخية
وفي السياق، يقول الفنان جيامبييرو رومانو إن الإطارات والمرايا الأثرية بحاجه لعناية من نوع خاص لمنحها أبعاد حياة جديدة عن طريق إجراء تغييرات جوهرية على طبيعتها، ومن ثم تجميعها مرة أخرى في أشكال وأشكال جديدة. تعبر في الوقت ذاته عن هويتها الأصيلة العنصر الذي يجب أن يعطي التماسك للإطار الذي هو تاريخنا لتعيش مجدداً لتروي قصصاً أخرى معاصرة في حياة الناس، وبالنسبة لي أبني عالمي الخاص بالمرايا ولكني أجعلها قابلة للكسر أيضاً يمكن أن تبدو المرايا أنيقة جداً، ولكنها هشة أيضاً؛ تماماً مثل الناس.
كوب 28
وحول خصوصية المِرْآة «تحول» والمعروضة ضمن أروقة غاليري زاوية في منطقة السركال افينو يقول رومانو: لست مضطراً لرؤية نفسك كفرد فقط، بل كشخص يشارك في قصة تتكشف لقطعة تخضع لعملية ذوبان. بالنسبة للفنان، إنها صرخة ضد ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري العالمي ولتسليط الضوء على القضايا البيئية. إنه استعارة لوضعنا البيئي العالمي الحالي، والدور الذي يمكن أن يلعبه كل واحد منا بشكل فردي نحو «تأثير عالمي جماعي»، وذلك بالتزامن مع التحضيرات الجارية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28».
ويؤكد رومانو أن «كوب 28» يشكل خريطة طريق لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وأن قراراته ستعزز حماية النظم والاتفاقات الدولية البيئية وخفض الانبعاثات الحرارية ووقف التدهور البيئي، مشيرين إلى أن المؤتمر يعطي دفعة كبيرة للعمل المناخي وإلزام الدول بتنفيذ تعهداتها بمواجهة التغيرات المناخية.
انكسار الماضي
وفيما يتعلق بتقنياته في تطويع المرايا وترميمها حفظاً على روايتها التاريخية وجاذبيتها المعاصرة يقول رومانو: أعتقد أن الوصول إلى ذلك لم يكن سهلاً على الإطلاق فهو نتاج ساعات وأيام متواصلة من العمل الشاق، أعيش مع القطع الأثرية وعوالمها التي باتت جزءاً من طبيعتي وانتقائي للمفاهيم.
حافظة الذكريات
ويضيف رومانو: تجمع القطع بين الذكريات التاريخية التي تمثلها هذه الإطارات القديمة والحاضر كما يتجلى في وجوه الناس الذين يرونها، وتترك مساحة للمستقبل. بالنسبة لي كفنان مولع بالتاريخ والثقافات، فالمرايا حافظات أيضاً، تحتفظ بذكريات ثمينة لمستخدميها، فإذا كانت المرايا هي السجلات، فإن الإطارات تضفي السياق على التاريخ. بالتالي.
ويوضح رومانو أن خلفيته لا تنتسب إلى مدرسة التصميم أو الأكاديميات الفنية؛ فقد وجد شغفه بين الآلات الحرفية والمطارق والألوان في ورشة عمله الموجودة في قلب حي بورتا فينيزيا. بفضل هذه التجربة ومهاراته اليدوية، بدأ تعاوناً مثمراً مع مجلة «تواليت بيبر» التي يملكها موريتزيو كاتيلان وبيير باولو فيراري، حيث أضاف لمسته الخاصة إلى عرض رسوماتهم الشهيرة، وأنتج قطعاً فنية عرضت في صالات فنية مشهورة حول العالم.
خارج الصندوق
ويعتقد رومانو أن أعماله قد اشتهرت عالمياً بتصويرها الغامض ذي الواقعية المفرطة، حيث تحاول كسر الرموز السائدة والأنماط الفوتوغرافية في عالم الموضة محدودة الإصدار؛ حيث يتم تصميمها وتصنيعها بشكل شخصي، كما يحدث في ورش الحرفيين الأساتذة في المدارس القديمة، وهو ما قدمه عبر مشروعي الذي يحمل اسم «أنتيكيتا 3000» كعنوان عريض لفن النظر إلى الأشياء القديمة في مدن الخيال وتكتب قصتها في الحاضر.