«الطاولة الأدبية» تبحث تعزيز حضور الإبداع الإماراتي عربياً وعالمياً

عائشة سلطان وعبيد بوملحة وصالح هويدي وشهد الراوي خلال الجلسة | تصوير: زافير ويلسون
بدأت أمس أولى فعاليات الجلسات النقاشية لــ «الطاولة الأدبية» التي تستضيفها مكتبة محمد بن راشد، تحت عنوان «النهوض بحضور الكاتب الإماراتي في الجوائز الأدبية»، في إطار دعم هيئة دبي للثقافة والفنون للحراك الثقافي وتعزيز دور الأدب في الساحة المحلية.
يشارك بالجلسات الكاتب والروائي عبيد بوملحة، والكاتبة عائشة سلطان، والناقد الدكتور صالح هويدي، والكاتبة شهد الراوي ومن تقديم وإدارة الدكتورة والكاتبة الإماراتية بديعة الهاشمي.
وتناولت الجلسة النقاشية التي تميزت بحضور كبير للمثقفين والأدباء الإماراتيين، وكذلك المواهب الناشئة في قطاع الآداب والفنون، العديد من المحاور.
وبما يتعلق بواقع الإبداع الإماراتي، وتعزيز حضوره عربيّاً وعالميّاً، أكد الدكتور والكاتب صالح هويدي أن حضور الكاتب الإماراتيّ بإبداعه في الجوائز العربيّة والعالميّة على نحو خاص. وهو موضوع نثمّن طرح هيئة دبي للثقافة والفنون له، لأنهُ ينطلقُ من واقع الحِرص الواضح على أن يحتلّ الإبداعُ الأدبيّ الإماراتيّ مكانته المرموقة.
المعادلة الصعبة
وأضاف الدكتور صالح هويدي: لا بُدّ لنا من أن نذكّر بحقيقتين لا ينبغي لنا نسيانهما، الأولى: إنّه ليس ثمّة وسائل سحريّة يمكن أن يلجأ إليها الكتّاب ليحقّقوا كلُّهم نتائج واحدة.
ومن هنا، فإنّ حديثنا سيشمل الكتّاب أصحاب الموهبة الإبداعيّة الحقيقيّة، أما الحقيقةُ الثّانية، فتتّصل بهيئات التّحكيم التي تمثّل الطّرف الثاني من المعادلة.
وعن أهم أسباب غياب الكاتب الإماراتيّ في الجوائز الأدبيّة العربيّة عربيّاً وعالمياً، أوضح «لا نلحظُ اهتماماً كبيراً بالرّوائيّ الإماراتيّ في وسائل الإعلام أو بالمنتجِ الرّوائي الإماراتيّ»، فيما لفت الكاتب عبيد بوملحة إلى أن ذلك يخضع للعديد من العوامل مرتبطة أولاً ضعف التواصل والدعم الذي تقدمه وسائل الإعلام.
غياب الأبحاث
وأكد عبيد بوملحة أن الصّحفُ المحليّةُ تولي الكتب الأكثر مبيعاً اهتماماً كبيراً. ولفت إلى ضرورة التركيز على الكتب الأكثر مبيعاً في الدولة، وتسليط الضوء أكثر على المشهد الثقافي المحلي.
وحول المتطلبات اللازمة لتحقيق معادلة وصول الرواية الإماراتية إلى نيل جوائز أدبية مرموقة محلياً وعالمياً، قالت الكاتبة والروائية شهد الراوي إن حضور الكتابة الإبداعيّة كمادّة دراسيّة من أولى الوسائل لتحقيق هذا الهدف، فمن المعروف أن تخصّص الكتابة الإبداعيّة يعدّ من التخصّصات الشائعة في الجامعات العالمية والمؤسّسات الأكاديميّة التي تهتمّ بالكاتب المبدع.
ومن جانب آخر، ناقشت الكاتبة الصحافية عائشة سلطان، أهمية الإبداع وتبني الموهوبين من الجيل الجديد للكتّاب الإماراتيين، مؤكدة أن الدولة لم تدّخر جهداً ولا مالاً في هذا المجال، إضافة للقوانين والتشريعات والقرارات للنهوض بالحياة الأدبيّة، والإسهام في المشاريع والتوجّهات التي من شأنها النهوض بالكاتب الإماراتيّ، والحياة الأدبيّة الإماراتيّة.
وقالت عائشة سلطان: لنصل إلى منصات التّتويج في الجوائز العالمية أو الخارجية، يجب أولاً أن نشارك في المسابقات والبرامج والجوائز المحليّة، وأن يسلّط الضّوء وتُعرض الأفلام عن نِتاجاتنا في القصة والرّواية والقصيدة و... إلخ، وهذا بالتأكيد هو دور النّقاد، ثم يلي ذلك الاحتفاء بالكاتب، ومنحه الفرص ليتحدّث ويعرض أفكاره، ويناقش كُتبه، ويواجه الجمهور ويناقشه ويتعرّف إليه، ومن ثم يصل إلى نيل الجوائز المحليّة، كخطوة أساس ليتمكّن من خوض التجربة ومعرفة آفاق التّحدي ومتطلّباته، ليتمكّن من منافسة عشرات الكتّاب والمبدعين المشاركين من مختلف دول العالم العربي.