90 قصيدة نبطية هي مجموع الديوان الشعري للشاعر عتيق خلفان الكعبي الصادر أخيراً بعنوان (ديوان عتيق خلفان الكعبي)، عن أكاديمية الشعر الشعبي، والتي احتفت بهذا الإصدار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، وتتنوع الأغراض الشعرية للنصوص في الديوان.
والتي تناولت مختلف نواحي الحياة، وجمعت بين الوطني والنصائح وتأملات في النفس البشرية، بكل ما فيها من أمل وألم وفكر، رسمها الشاعر في لوحات شعرية معبرة، فالديوان المطبوع الذي يوثق قصائد الشاعر يصفه عتيق خلفان الكعبي كالكنز لكل الأجيال الحالية والقادمة، وتحفظ حقوق الشاعر، ويمنحها الديمومة، وتجعل المتلقي والباحث يصل إليها بسهولة، لذا يفضل الشاعر الديوان المقروء.
ولكن لا يمنع ذلك من أن يقدم قصائد مسموعة، ولكنها تبقى محدودة بالنسبة لمجموعة قصائد تحمل إرث سنوات مضت من كتابة الشعر، ويتم جمعها في دفتي كتاب أنيق كهدية لكل المحبين.
وعن ديوانه الشعري ورسالته، التي يحملها بين قصائده كونه شاعراً يقول عتيق خلفان الكعبي في حديثه لـ«البيان»: الرسالة التي أود إيصالها من خلال نصوصي في الديوان هي كأي شاعر يسعى لرفع الذائقة الأدبية، وكتابة نصوص تليق بالمتلقي، وترفع من مقام الكلمة، وتحفظ للنص الشعري هيبته ودهشته، لتبقى القصائد شموعاً تضيء في العتمة.
وتهدي من كل بستان زهرة، وتفتح شرفة للنور، وتأخذ كل من يقرأ حروفها ويدقق في معانيها إلى عوالم الجمال الروحي، وترتقي بالفكر، وتسمو إلى مقامات الطهر والمطر.
وأضاف الكعبي: أشكر صحيفة «البيان» الغالية على قلبي، والتي ارتبطت بها منذ صغري، ونشرت في بداياتي الشعرية على صدر صفحاتها، وأشكر القائمين على أكاديمية الشعر بأبوظبي لوقوفهم معي في إصدار الديوان الشعري، وأشكر جميع الشعراء الذين احتفوا بي وبقصائدي في حفل توقيع ديواني. وأكد أن «البيان» حريصة على دعم وتحفيز جميع المبدعين.
واقع ومتغيرات
وبسؤاله عن الشعر إن كان قد فقد مكانته واهتمام جمهوره قال : «الشعر في هذا الزمان وفي كل زمان لم يفقد جمهوره الحقيقي، الذي يقدر الشعر ويعرف قيمته، وإن اختلفت نسبة المتابعين للشعر من فتره إلى أخرى، حسب ما يطرأ من متغيرات على كل شيء ومن ضمنها الشعر.
ولكن في كل العصور يبقى للأدب والفنون والأخرى والشعر جماهير تصفق، وتتلهف لكل ما هو جديد، وتشهد هذه الفترة نمواً متصاعداً للشعر والشعراء، ويُحتفى به وبأهله على المنابر والمناسبات والاحتفالات، حيث إنه من الناس وإلى الناس والجمهور المتذوق للشعر لا ينشغل عنه أبداً في كل الأزمنة».
دائرة الضوء
وأكد عتيق الكعبي أن وسائل التواصل الاجتماعي وضعت الشاعر في دائرة الضوء من دون أن ينتقل من مكانه، حيث استطاع أن يطرح ما لديه في أكثر من موقع وبأسرع طريقة تجعله يصل إلى كل شرائح المجتمع، من خلال جهاز العصر وسرعة التقنية، التي توفر عليه مشقة العناء، عندما يرغب في نشر نصوصه الشعرية بشكل يرتقي بها لدى المتلقي. وحول بيئة الشاعر وما يحيط به يقول الشاعر:
كما يُقال الشاعر ابن بيئة وأنا كذلك، حيث إنني أسكن في قرية تطورت مع تطور الحياة في الإمارات، وأصبحت مدينة بفضل قيادتنا الرشيدة، ولكنني ما زلت أحتفظ بكل صورها الجميلة، التي أجمعها وأرسمها في لوحات قصائدي بحروفي الشعرية.
ومن يتأمل في الطبيعة بعين شاعر وببصيرة ترى التفاصيل الصغيرة يدرك أن للسماء صوتاً وللجبال شموخاً وللأرض صدراً دافئاً وللعشب رائحة الحياة وللأشجار قصصاً لا تنتهي.
وللوادي مواعيد مع الغيم والمطر، إنني بطبيعتي ومنذ طفولتي أعشق مشاهدة العصافير وأحب أن أكتشف ألوان الورود وأعشق الوقوف على ضفاف الأودية وينابيع الماء، إن من لا يتأثر بكل ما حوله فلن يستطيع رسم صورة شعرية حقيقية، ويصيب نصوصه الشعرية الجمود، وتنتهي بسرعة، ولا تبقى في صدور الكتب والحافظين والعاشقين للشعر.
