نموذج للسياحة الثقافية ومقصد للباحثين والدارسين

متحف الشندغة.. كنز ثقافي لتراث دبي العريق

مقتنيات فريدة حافلة بالجماليات والحكايات التاريخية في «الشندغة» | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقدم متحف الشندغة في دبي تجارب فريدة لزواره، وذلك عبر استثمار وسائل التكنولوجيا، التي استفادت منها مختلف متاحف العالم في السنوات الماضية، بالتوازي مع رؤية المجلس الدولي للمتاحف (آيكوم) بدعم المتاحف بالتقنيات، ليؤدي إلى سرعة وصول المعلومات، وجذب الزيارة، فالتقنية لا تغير التاريخ أو التراث أو الفن المعروض تغييراً جوهرياً، بل تبرزها وتسهل فهمها، ما يؤدي إلى توسيع إدراك الزائر المعرفي، فالمتحف مؤسسة دائمة وغير ربحية، لكنه يخدم المجتمع، ومفتوح للجمهور، الذي يكتسب بزيارته دروساً، إذ تنشر المتاحف التراث المادي وغير المادي للسكان، كما أصبحت في عالم اليوم مقصداً للباحثين والدارسين، ولم تعد المتاحف على الهامش، ولا لفئة خاصة كما كانت قبل عقود.

تجارب واليوم كما هو متحف الشندغة، الذي يعد كنزاً تراثياً ونموذجاً للسياحة الثقافية، ويعزز مكانة دبي على الخريطة الثقافية العالمية، حيث يعرض مجمل ثقافة دبي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بعاداته وتقاليده، ويقوم بتطبيق التكنولوجيا، وجعلها أكثر جاذبية للمستخدمين من الباحثين والمتعلمين والزائرين والسواح، وعن هذه التقنيات المستخدمة في متحف الشندغة، وأنواعها، يقول عبدالله العبيدلي مدير متحف الشندغة بالإنابة: «تتوفر في أجنحة المتحف أحدث تقنيات العرض المتحفي، ومن أهمها تقنية الواقع الافتراضي في «جناح الحياة البحرية»، التي تعزز من تجربة الزائر في الغوص على اللؤلؤ، إلى جانب وجود شاشات خاصة تمكنه من التفاعل مع المحتوى المتحفي، وتساعده في الحصول على المعرفة والترفيه في الوقت نفسه، كما تم تزويد «بيت الشعر» بعدد كبير من الأجهزة السمعية التي تساعد الزوار على الاستمتاع بقصيدة «ملحمة الإمارات» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كما يعتمد العرض المتحفي في «بيت الخور: نشأة مدينة» على عدد كبير من الأجهزة الضوئية والمؤثرات السمعية والبصرية المستخدمة في السينما رباعية الأبعاد المخصصة، لعرض تشكيلة من الأفلام الخاصة عن دبي ونشأتها، ويمكن لزوار المتحف وعبر تقنيات حديثة تعتمد على حاسة الشم، التعرف على مقتنيات «بيت العطور» ومكونات العطور الأساسية والخلطات المحلية، والاستمتاع بالروائح المختلفة، التي تفوح في المكان».

خدمات

وأشار العبيدلي إلى أن كل أجنحة المتحف صممت لتتناسب مع احتياجات أصحاب الهمم، وقال:

«تتوفر في متحف الشندغة العديد من الخدمات، التي تلبي متطلبات أصحاب الهمم، بهدف تمكينهم من الاستمتاع بما يتضمنه المتحف من مقتنيات قيمة تسرد حكاية دبي الملهمة، ولضمان حصول زوارنا من أصحاب الهمم على أفضل التجارب الثقافية قمنا بتدريب كل موظفينا على أساسيات لغة الإشارة، وتأهيلهم للتعامل مع أبناء هذه الفئة، كما تم تزويد المتحف بمجموعة من التقنيات المرئية والصوتية المتطورة، التي يمكن من خلالها تقديم المعلومات وسرد القصص المتعلقة بالتراث بسلاسة لأصحاب الهمم».

وأخيراً أصبحت مجمل المتاحف الإماراتية، وبكل أنواعها تستخدم الأدوات التكنولوجية، خصوساً التكاملية منها أثناء العرض بين الزائر والمعروض، لتبقى تقنيات اليوم ضرورة للتكيف، فهي تحسن التجربة المعرفية والتعليمية، وتكسب قيمة كبيرة للمعالم التاريخية والفنية والعلمية، وكل أنواع المتاحف دون استثناء، وعليه لا بد من تطوير السياحة الثقافية، من أجل تحسين التجربة السياحية إجمالاً.

Email