عذراء خميسة.. فنانة نقش الحناء بتصاميم عصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص كثيرة تُروى عن أصل فن النقش بالحناء القديم الذي تتناقله الأجيال، والذي لا يزال يحظى بكثير من التقدير في مجتمعاتنا العربية. بعضهم يرجع أصله إلى مصر القديمة، وبعضهم الآخر يقول إن أقدم شكل موثق لهذا الفن موجود في النصوص الهندية القديمة، وبمعزل عن الأصل، فإن هذا الفن السائد في مناسباتنا الاجتماعية يروي قصصاً عن ثقافات متعددة على يد فنانات شابات أخيراً، ويترك بصماته في صناعة التجميل العالمية.

وفي لقاء مع مجلة «فوغ» أخيراً، تستذكر عذراء خميسة في الإمارات، علاقتها بالأصباغ النباتية، ومدى الإعجاب الذي تكنه لهذا الفن القديم الذي أحاله جيل الألفية «للمناسبات الخاصة».

تصاميم

تذكر مجلة «فوغ» أن الدكتورة وفنانة نقش الحناء، عذراء خميسة، أحدثت ثورة بتصاميمها البسيطة والغرافيكية منذ نشرها صورة على خلفية صحراء دبي بأصابع ملطخة بالحناء، ورفعت مكانة الحناء إلى أبعد من جذوره التقليدية، إلى شكل فني يعتبره العديد من الشباب «رائعاً» الآن.

عن ذلك، قالت عذراء خميسة أن كل شيء بدأ بالنسبة لها بالصدفة أثناء حفل زفاف إحدى صديقاتها قبل بضع سنوات، وتذكر أنها كانت تتصفح «إنستغرام» وتبحث عن تصاميم بسيطة يمكن لمبتدئة مثلها رسمها بسهولة على يدها، فلم تتمكن من العثور على أي شيء، فقررت رسم دائرة تقليدية وأن تطلي أطراف أصابعها.

وأضافت عذراء: «من قبيل الصدفة كان لدي جلسة تصوير لخط حقيبة يد في الأسبوع التالي، لكن النموذج تأخر؛ لذا انتهى بنا الأمر في تصوير يديّ والرسومات عليهما، التي تبدت بمظهر جميل وظهرت في مجلة «أي-دي» البريطانية، ومنذ ذلك الحين كلما يقام حفل زفاف لصديقة أبحث عن مراجع تونسية أو ليبية يمكنني تنفيذها بنفسي بدلاً من رسم التصاميم الهندية أو العربية النموذجية. وببطء بدأت في إضافة لمساتي الخاصة، بتغير بسيط من هنا وهناك، لأنه كان علي ارتداء الحناء لمناسبات الزفاف، ولم أرغب في ممارسة التصاميم التقليدية؛ لذا حدث كل ذلك لأني اضطررت إلى إيجاد لغة تصميم تناسب حسي الجمالي».

شكل فني

وعن علاقتها بالثقافة التقليدية، تقر عذراء خميسة لـ «فوغ» أنها تكن احتراماً لمن سبقوها مضيفة: «بالنسبة لي، تمثل الحناء الهندية والعربية وخاصة التصميمات على العرائس ذروة الشكل الفني. وهناك فتيات يمارسن هذا الأسلوب مع عملائهن لسنوات وهن سريعات للغاية لدرجة أن عملهن في هذه المرحلة يشبه ذاكرة العضلات».

ويرى مقال «فوغ» أن فن الحناء مستمر ويتطور كما يظهر في «إنستغرام»، عبر الاهتمام المتزايد من الأجيال الشابة بأساليب الحناء البسيطة والواعية ثقافياً، لافتاً إلى الفنانة المقيمة في الهند، برابلين كور، التي تجد الإلهام من المنسوجات القديمة والفنون الشعبية المحلية والطباعة على القوالب ونباتات وحيوانات منطقتها، كما إلى الفنانة مدينا تريفاثان التي تعيش في لندن، مشيراً أيضاً إلى مساهم آخر حاضر دائماً في عودة ظهور الحناء في الهند، وهي «أفلام بوليود» وحفلات زفاف المشاهير في السنوات القليلة الماضية.

وعن خوف العديد من أن يؤدي تحديث الشكل الفني إلى فقدان سحره الأصلي، قالت عذراء التي تتعاون مع أمثال «غوتشي» و«ابل» و«أديداس»: «أعتقد أنه نظراً لوجود أشخاص يعملون على تحديثه، فإن العديد ممن فقدوا الاتصال بالطقوس لديهم طريقة جديدة لاستعادتها».

Email