«أمينة» لأحمد العسم جمال وأحاسيس وتأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ الصفحات الأولى لكتاب «أمينة»، والكتابة موجهة إلى الجمال، جمال أمينة الطاغي على اللحظة، والوجه الممدد، الذي يطرد النوم، ويصر الشاعر الذي ينادي الضوء، والحب على أن العاطفة يجب أن تكون كرنفالاً وحرباً، ثم دعاء شعرياً يدعو على روحها بالبياض، ويستمر الدعاء لتملأ الكلمات روحها والهواء الشاغر، وقلبها المرح، وهو بين اليقظة والوهم، ليخلق أمينة كما خُلقت يوماً ليلى حبيبة قيس، وأسماء أخرى في سماء الشعر والشاعر، أخذ التاريخ مأخذه، لتصبح الأسماء تلك كالخيال تم خلقها، فأخذ القول إلى أن ليلى متخيلة، ليقول قيس ما يريد من رصد للأحلام والحياة، وبالتالي يحق لأي شاعر أن يخلق محبوبته وهماً من أجل الكلمة، كما خلق الشاعر أحمد العسم محبوبته «أمينة»، التي بحث عنها طويلاً حتى وجدها في كل شيء وجداً وهْمَاً ليكسر الصمت، بعد أن ازدحمت دواخله بالمشاريع التأملية، وبدلاً من الانزواء خرجت «أمينة» من تلك الزوايا التأملية، لتملأ الجبل والبحر، وتُغذي أحاسيس الشاعر في إمارته التاريخية جلفار «رأس الخيمة»، حيث الإبحار والعلوم والشعر والشغف بين الساحل والبحر والجبل، حتى أتى صوت أمينة، ومن بعيد حيث لا براويز ولا قلق، فأخذ الشاعر يصف أمينة المتخيلة طائراً أبيض، ينام على ذراعه ليمتلئ بالنعاس، ثم قامت أمينة لتتلون كالسمكة التي تفلت من الحوض، أو هواء يعانقها في الطريق، أو قبراً تجرفها السيول، أو تراباً يهال عليها الصمت، أو نافذة تطرق أبواب الصباح على شكل عصفور... ولا تنتهي أمينة، لتصبح حيثما نكون.

كتاب يحتوي على 189 قطعة نثرية، لتأخذ أمينة موضعاً خاصاً في لغة الشاعر، بكل أبعادها، ككائن مضيء في كل لحظة، وفي كل الأمكنة الممكنة، وفي 208 صفحة طُبعت في كتاب من القطع المتوسطة، الصادر عن دار غاف، ويكتب الروائي علي أبو الريش على غلافه الأخير، عن تلك الحبيبة «أمينة» المتخيلة، كيف تتجلى بعذوبة ووعي. أحمد العسم شاعر وأديب إماراتي، مواليد 1964م، تجربته الشعرية مبكرة، ولديه عشرات من المؤلفات والمشاركات.

Email