ديوان الشعر.. «وثيقة فنية» ملونة بتجربة المبدع

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحرص العديد من الشعراء على تجميع قصائدهم الشعرية، ونشرها في دواوين شعرية، تسهم في توثيق تجربتهم، وحفظ نصوصهم الشعرية وحقوقها، وتعدّ تجربة الديوان الشعري المقروء أو المكتوب هي التجربة الأقدم، ولكن مع التغيرات التي طرأت والتقدم ظهر الديوان المسموع، الذي يتيح للجمهور فرصة الاستماع للنصوص الشعرية بصوت شاعرها، في تجربة مختلفة نوعاً ما عن تجربة القراءة.

«البيان» تستطلع آراء عدد من الشعراء حول ما يفضلون عند النشر الديوان المسموع أو المكتوب، وعن التوقيت المناسب لطباعة الديوان الشعري.

وعن التوقيت المناسب لطباعة الديوان الشعري أكد الشاعر عبدالله العساف أنه يعتمد على متى ما توفر نتاج شعري يكفي لإصدار الديوان، ويضيف الشاعر: إنه يفضل توثيق القصائد في ديوان، لأن كل حقبة زمنية لها خصوصية شعرية ولفظية تفرض حضورها على أسلوب الشاعر وألفاظه، لذلك يفضل ألا يؤجل الشاعر إصدار ديوانه، فالتأخير في الإصدار يفقد الكثير من القصائد رونقها المرتبط ببيئتها الزمنية، مما يقلل من الإقبال على تداولها بين الناس، ويشير إلى أنه يفضل أن يكون توقيت الإصدار مرتبطاً بمعرض كتاب أو مهرجان شعري وثقافي، لأن هذا الأمر يجعل للإصدار فرصة أكبر للحضور أمام المهتمين بالشعر من إعلاميين وجمهور ومن شعراء وشاعرات.

وعن الديوان المسموع والمقروء يوضح العساف أنه يفضل الاثنين، ولكل منهما محبوه وجماهيره وإن كان المسموع هو الأكثر انتشاراً، لأن الناس في الأغلب تميل لسماع الشعر أكثر من قراءته، ولكن يبقى التوثيق مرتبطاً بالإصدار الورقي، لأنه أطول عمراً مما سواه، ولأن القراءات النقدية مرتبطة بالديوان المطبوع،وهذا الجانب مهم للشاعر كثيراً.

ويردف العساف: للشاعر تجربة مميزة، ضمن إصدارات دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، ضمن مهرجان الشارقة للشعر النبطي، وهو ما أتاح له فرصة وصول ديوانه لجمهور كبير ومتنوع من مختلف الجنسيات في العالم العربي، مما أتاح له فرصة لقاء جمهور كبير في يوم توقيع الإصدار.

رسالة

من جهتها ترى الشاعرة ميثاء الكعبي أن الوقت المناسب لإصدار الديوان الشعري هو الوقت الذي يرى فيه المبدع أنه وصل بشعره إلى اللحظة، التي يشعر بالرضا عما يكتبه، وبعد أن يأخذ رأي أشخاص أَكْفاء لإعطائه النصيحة الصحيحة عن شعره، ورأيهم بما يقدمه، لأن الشعر كما تصفه الشاعرة ميثاء رسالة، وكذلك ما يقوم بإصداره وتوثيقه يحسب على المجال الشعري، ويحسب على الشاعر أيضاً، لذا على الشاعر التفكير قبل اتخاذ القرار، لأن ما سيقوم بإصداره سيكون تاريخاً سيبقى له ولوطنه، وحول الأفضلية بين إصدار ديوان مسموع أو مقروء قالت الشاعرة ميثاء إنها تفضل الاثنين معاً، لأن المكتوب سيبقى تاريخاً يحفظ، والمسموع يسهل للجمهور الاستماع له كونه ديوان شعري مسموعاً، ولذلك تماشياً مع سمة العصر، التي تتصف بالسرعة، وعليه فالمسموع سيكون اقتناؤه أسهل على الجميع في أي مكان كان. فكرة إصدار الديوان تراود الشاعرة ميثاء الكعبي، حيث تقوم حالياً بتجميع قصائدها حتى تكون مستعدة لطباعة الديوان، وإصداره في الوقت، الذي تراه مناسباً لها.

فعاليات ثقافية

وبدوره يقول الشاعر طارق بالحاي، الذي يستعد لإصدار ديوانه الشعري الأول إن توقيت إصدار الديوان يرتبط بعوامل أو مقومات عدة، منها على سبيل المثال توفر العدد المناسب من القصائد ذات المحتوى الجيد بعد جمعها، وأضاف: إنه من الجيد تزامن إصدار الديوان وتوقيعه، ضمن فعاليات وأنشطة ثقافية كمعارض الكتاب الدولية والمهرجانات الثقافية، حتى تصل لأكبر شريحة من المهتمين باقتناء دواوين الشعر.

وأكد الشاعر طارق بالحاي أن الديوان المكتوب له فرصة أكبر للمشاركة والانتشار لا سيما في الفعاليات والأنشطة الأدبية، لكن بعض الشعراء يتجه أحياناً للديوان المسموع لسرعة انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتميز به من توفر مؤثرات سمعية وبصرية.

Email