أنامل إلهام تحوك السجاد في «الفهيدي» على نول عمره 130 عاماً
أمام «نول» قديم يعود إلى أكثر من 130 عاماً، تجلس الإماراتية إلهام خير الله لتحيك سجادة حديثة من صنع يديها، تستخدم فيها القطن غالباً والصوف أحياناً، في محلها الواقع بحي الفهيدي التاريخي، تقضي أكثر من 8 ساعات يومياً دون أن تمل الحياكة.
عمر محلها لا يتجاوز أكثر من أربعة شهور، لكنه مملوء بقطع السجاد ذات الأحجام المختلفة التي صنعتها بيديها هي و3 نساجين آخرين، حيث يبدؤون بالعمل من العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساء كل يوم، مما يمكنها هي وزملاؤها من إنجاز سجادة تقريباً كل يومين تختلف في حجمها ما بين 60 سنتيمتراً في متر أو 80 سنتيمتراً في متر أو أكبر من ذلك حسب طلبات الزبائن ورغباتهم.
شغف
وإلهام حاصلة على ماجستير في التطوير البشري وهي باحثة في علوم البصريات، لكنها وجدت أن الحياكة والنسيج لهما دور كبير في تفعيل الحواس وتحسين الحالة النفسية ومساعدتها في التركيز بشكل كبير، مشيرة إلى أن العمل في الحياكة يفعّل لديها هرمون «الدوبامين» المعروف بهرمون السعادة.
ولرغبتها في نشر السعادة أكثر بدأت إلهام بتعليم الحياكة على النول لعدد كبير من الأشخاص من مختلف الجنسيات، تستقبلهم في مقر محلها وتعمل معهم يومياً بواقع صفين إلى ثلاثة صفوف يومياً على أن لا يتعدى عدد الحاضرين لكل صف أكثر من ثلاثة أشخاص حتى تتمكن من تثبيت المعلومة وليحصلوا على أفضل تحصيل وفائدة من الدرس.
طموح
وتشير إلهام إلى أنها تدرب الراغبين في تعلم الحياكة من مختلف الجنسيات والأعمار، وتعلمهم كيفية نسج السجاد على النول، والخلط بين الألوان في السجادة الواحدة، وكيفية التعامل مع المواد الطبيعية كالقطن والصوف.
ويعتبر النول آلة قديمة تستخدم في صناعة النسيج، وأحد أقدم الآلات الصناعية التي اخترعها الإنسان، وتعود بدايات استخدام النول إلى العصور القديمة، حيث كان يستخدم في صناعة الملابس والأقمشة.
وتختلف تقنيات النول عبر التاريخ والمناطق، حيث كان النول اليدوي يستخدم في العصور القديمة، وكان يتطلب عملية التحكم في تلك الآلة مهارات وخبرات خاصة، وتم اختراع النول الآلي في القرن الثامن عشر، حيث تم تطويره ليعمل بالطاقة البخارية ومن ثم تم تطويره إلى النول الكهربائي في القرن العشرين.
وبفضل التطورات التي شهدها النول عبر الزمن، أصبحت صناعة النسيج أسهل وأسرع، وانتشرت هذه الصناعة في العديد من بلدان العالم، وفي الوقت الحالي، يتم استخدام النول الآلي والروبوتي في العديد من المصانع والورش الصناعية في جميع أنحاء العالم، وتساهم هذه التقنيات في تحسين جودة المنتجات وزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف.