نوف الحضرمي: الشغف جذوة إبداع الأديب

نوف الحضرمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلقت منها صعوبات التعلّم التي عانت منها سنوات طوال كاتبة لها 7 إصدارات أدبية، أربعة منها ورقية، والبقية عبارة عن كتب إلكترونية؛ إنها الكاتبة الإماراتية نوف الحضرمي، التي نشأت في أسرة تعنى بالثقافة، حيث ورثت من جدها الاهتمام بالكتابة كما عمتها وابنتها اللتين لديهما إصدارات في مجال الأدب.

عن تجربتها تقول نوف الحضرمي في حديثها لـ«البيان»: «لكل بداية شغف، وبين كل خطوات النجاح هناك أحلام تراودنا، ولكن لم يكن شغفي في بداياتي الكتابة التي حدثت كأنها معجزة، فصعوبات التعلم التي عانيت منها حتى عمر الثالثة عشرة وعدم قدرتي على القراءة والكتابة والتنمر الذي تعرضت له من زميلاتي الطالبات وأفراد المجتمع جعل من الأمر معجزة.

حيث اكتشفت نضجي في عمر الخامسة عشرة من خلال تدوين يومياتي في دفتر صغير مازال معي حتى اليوم لأكون ما أنا عليه اليوم كاتبة مثقفة أحلّق في خريطة التميز الإبداعي في مختلف المجالات الأدبية، بدأت بتدوين المذكرات اليومية ثم إلى الخواطر والنصوص إلى القصص القصيرة والرواية».

وحول أهم الأدوات الإبداعية لخلق رواية تليق بالقارئ والكاتب قالت نوف الحضرمي:

«قبل خياطة الحرف وتطريز الكلمات والأفكار التي دونت في الخيالات يجب على الكاتب أن يمتلك الشغف الجوهري في داخله ليبدع، وعليه بالقراءة والقراءة.

وبناء القصة على أحدث تقنيات في إبراز القيم الفكرية وصناعة محتوى الرواية من خلال نماذج عصرية وواقعية، وأهم أداة هي رسم خريطة الفكر بين الخيال وتصوير ملامح ما يكتب بما يتناسب مع القصة إن كانت واقعية أو خيالية، واستخدام الذكاء الإبداعي، وفهم مشاعر الشخصية التي يتناولها الكاتب في روايته».

الكلمة وتأثيرها

رسائل مهمة تتبناها الكاتبة الشابة نوف الحضرمي من خلال مختلف الأجناس الأدبية التي تبدع في كتابتها، فهي تؤمن أن للكلمة تأثيرها الخاص بين السطور، ولكل كاتب بذرة نجاحات مختلفة، لذا فهي تتبنى منهجاً حضارياً في الثقافة والأدب، تحوّل من خلاله الأفكار والطموحات في العلم والثقافة المعرفية نحو طرق إيجابية، بحيث تكون بصمة الكتّاب الإماراتيين في مناهج الإبداع لها أثر طيب بين المجتمعات.

سبعة إصدارات هي حصيلة نتاج مشوارها الأدبي حتى الآن، وتعتبر كتابي «19 جرعة أمل» و«متحف المفقودين» هما الأهم لديها، حيث تركز دائماً في نتاجها الأدبي أن تكون قصصها واقعية ونتاج تجارب شخصية تحدثت فيها مع الشخصيات الرئيسية في القصة نفسها، وهو ما حصل في كتاب «19 جرعة أمل»، والتي تناولت فيه الآلام التي يعيشها البشر في المستشفيات رغم الأمراض المزمنة.

والتي لا يجد لها الأطباء علاجاً، حيث تسرد فيه كيف استطاع هؤلاء المرضى العيش بابتسامة وقبل حياتهم مع المرض، من خلال بطل القصة الذي عاش منذ ولادته مع مرض مزمن كاد يفقده حياته، أما «متحف المفقودين» فهي تتناول عدة قضايا ومواضيع واقعية كالخداع والخيانة.

وتختم الكاتبة حديثها بالقول: «مخيلتي تتسع مجرات الكون، فلدي القدرة في الإبداع بأكثر من مجال مكنتني من إصدار عدد من الكتب». أما التحديات فهي كثيرة في عوالم الإبداع تلخصها نوف في اختيار دور نشر داعمة للأقلام الشابة، وأيضاً عدم وجود المدقق اللغوي ذي الخبرة في دور النشر.

Email