معارض الفنون الرقمية.. تجربة مثيرة للاهتمام

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن «المعارض الفنية الغامرة»، القائمة على أسس وتوجهات رقمية وتكنولوجية، راحت تحضر وتظهر بقوة، في كل مكان بعالمنا، منذ سنوات، بفضل التحسينات في جودة التكنولوجيا الرقمية والقدرة على تحمل تكاليفها، وفيما لا يحبذ كثير من نقاد الفن هذه العروض عموماً، تبقى أرقام التدفق إليها مثيرة للاهتمام.

فالجمهور أحبها، وقد لاحظت المتاحف الحشود المتحمسة فبدأت في تجربة فنون العروض الرقمية.وقد أعلن معرض «قاعة الأنوار»، مركز الفن الرقمي الذي افتتح في سبتمبر بنيويورك، أخيراً أنه يتطلع إلى جذب سكان المدينة إلى علامته التجارية للفن الغامر.

تنقل صحيفة «نيويورك تايمز» عن غريغوار مونيه، مدير شركة الإنتاج «كلتشرسبايسز»، التي تعمل مع شركة إدارة المواهب «أي إم جي» في إدارة معرض « قاعة الأنوار»: «نحاول الوصول إلى الأحاسيس العميقة للناس».

أصبح للشركة الآن ثمانية مراكز فنية رقمية غامرة على مستوى العالم، بما في ذلك مواقع في باريس وسيئول وأمستردام. ويقام لها عرضان رئيسيان في نيويورك، واحد لأعمال الرسام النمساوي الأكثر شهرة، غوستاف كليمت، وعرض عن النظام الشمسي تم إنشاؤه بالمشاركة مع وكالة «ناسا» بعنوان «دستينايشن كوسموس».

بين الثقافة والترفيه

كما تدير ثلاثة مراكز في فرنسا، كل منها يفيد بأنه يستقطب بين 650 ألفاً و1.4 مليون شخص في السنة، وتأمل الشركة في الوصول إلى 500 ألف زائر في السنة الأولى بنيويورك، وفق مونييه، و800 ألف سنوياً في المستقبل.

يؤكد مونيه أن تصميم العروض يهدف إلى إحداث تجربة صديقة للأسرة من أجل جعل التجربة أكثر راحة من مشاهدة اللوحات الأصلية في المتحف، واصفاً التصميم كـ«نوع من جسر مثير بين الثقافة والترفيه».

وكانت «كلتشر سبايسز» استضافت معارض لأعمال الفنانين، دالي وشاغال، ورسوم لشخصية تان تان من القصص المصورة، بين أعمال أخرى، ويجري عقد تلك العروض عادة في أماكن تمتاز بتاريخ غني.

ففي بروفانس كان المكان مقلع صخور، وفي باريس مسبكاً للمعادن، وفي بوردو قاعدة غواصات في الحرب العالمية الثانية. وفي نيويورك، تعرض الأعمال الغامرة على جدار بنك الادخار الصناعي للمهاجرين، وهناك معلم وسط المدينة يحوي قاعات واسعة وتصميمات داخلية متقنة تم تنفيذها بأسلوب مهيب لعمارة الفنون الجميلة.

تذكر «نيويورك تايمز» أن «كلتشرسبايسز» ليست الشركة الوحيدة التي تنظر في الإمكانات التي توفرها التجارب الغامرة، فمجسمات فريق عمل «تيم لاب» متعددة الحواس تنتشر في أنحاء العالم، في لندن وطوكيو وساو باولو البرازيل، ويجتمع الرئيس والمدير والتنفيذي لمعرض «بايس غاليري» مارك غليمشر، مع مولي دينت-بروكلهيرست، رئيسة شركة «بايس لندن» السابقة لبدء مشروع «سوبر بلو» المكرس تحديداً للفنون التجريبية.

وهناك أيضاً الروعة الرقمية للرسام البريطاني، ديفيد هوكني، المعروضة في لندن، وهي من المعارض القليلة إن لم تكن الوحيدة، التي شارك في إنتاجها فنان حي مشهور.

وحالياً هناك الكثير من المعارض في نيويورك من غاليري يحمل عنوان «أليس في بلاد العجائب» يدعو الناس إلى «السقوط في حفرة الأرانب إلى عالم من حدائق الورود السرية وحفلات الشاي المجنونة»، إلى مجسم للفنان التركي الأمريكي رفيق أنادول في متحف الفن الحديث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد أعمال فنية رقمية بحجم كبير تستند إلى أكثر من 200 عام من الفن في المتحف.

وفيم تثار شكوك من البعض بشأن الإفراط في إشباع السوق، تبدو «كلشتر سبايسز» واثقة من طول عمر مشاريعها وتأثيرها استناداً إلى الحشد الذي جذبته، وهو ما يصل إلى 1.4 مليون زائر لتجربة فان غوغ في باريس وحدها، لدرجة أنهم يخططون لفتح المزيد من المساحات عالمياً، وفقاً للصحيفة.

 

Email