أغنى رجل في بابل

المال والأعمال والحاجة للتطور والازدهار، أمور لا تغيب عمّن يود المضي قُدُماً في الحياة؛ كتاب (أغنى رجل في بابل) يقدم دروساً في الحكمة وكيفية التعامل مع المال للازدهار في قالب قصصي تاريخي.

بعد التقديم يختار الكاتب مدينة بابل كمكان تدور فيه أحداث القصة ليمهد بذكر (نبذة تاريخية عن بابل) ويبدأ القصة بالعنوان الأول (الرجل الذي أراد الذهب) يحكي فيه عن تضجر صانع العربات في بابل من الفقر القابعين فيه هو وصديقه كوبي ليخبره عن صديقهما القديم أركاد وكيف مر بعربته الذهبية من أمامه فيقرران السعي إلى لقائه وسؤاله مع مجموعة الأصدقاء؛ فهو (أغنى رجل في بابل)!

ثم يلتقي الأصدقاء به ويسألونه عن سبب ثروته ليخبرهم قصته بلقائه الرجل الثري جاويش الذي أفصح له عن الأسرار وحرص على زيارته كل عام ليقيس مدى صحة تطبيقه لها حتى اختاره شريكاً له في ماله ليحافظ عليه ويزيده أكثر.

ثم يأتي عنوان (الطرق السبع لعلاج المحفظة الخاوية) باختيار الملك لأركاد لتعليم الناس في بابل كيف لهم أن يجمعوا الذهب والثراء؛ فقسم الدروس لسبعة أيام: (ابدأ في ملء محفظتك) يوصي فيه بادخار عُشر ما يكسبه كل شخص بإجادة (التحكم في نفقاتك) ثم (اجعل الذهب يتضاعف) .

وذلك بتوظيف المال في الأعمال لتتوالد؛ فـ(احفظ كنوزك من الضياع) باستشارة خبراء في مجالك وعدم المغامرة برأس المال، و(اجعل مسكنك استثماراً مربحاً) وذلك بامتلاك مسكن خاص وليس إيجاراً ثم (أمن دخلاً ثابتاً لمستقبلك) وذلك بالتوفير للشيخوخة أكثر من الاستهلاك و(ضاعف من قدرتك على الكسب) .

وذلك بتنمية مهاراتك والتطوير باستمرار. يأتي الفصل الذي يليه عن الحظ السعيد؛ فيستهله بمثل بابلي ويوجه المعلم أركاد تلاميذه إلى اكتشاف حقيقة الحظ السعيد باقتناص الفرص والمبادرة إليها؛ ليتابع بـ(قوانين الذهب الخمسة) التي تتلخص في الادخار والحكمة والحرص والحذر والخبرة ثم يتابع الكتاب بقصص في بابل يحذر فيها من المسارعة في اقتناء المال من المقرضين والحرص على التأمين والاستثمار لحماية المال من العواقب الغير متوقعة وبالتصميم والإرادة لابد أن تجد الطريق، وبعد الألواح البابلية يختم الكتاب بـ (الرجل الأوفر حظاً في بابل).

كتاب يقدم أصول الادخار والاستثمار والتوفير في قالب قصصي عميق؛ اختار من بابل أقدم حضارة في التاريخ وأوفرها حظاً في المال والازدهار والأعمال بشخصيات حكيمة مثقفة تدعو إلى التعلم والعمل بمثابرة واستمرار؛ فهو تجسيد تاريخ حقيقي في قالب قصصي بنظرة رجل أعمال.