متخصصون: الدولة رائدة بتعزيز دور الإبداع في مواجهة تحديات المناخ

الفنون المستدامة في الإمارات.. قيم جمالية وإنسانية

أسبوع دبي للتصميم يحفل بإبداعات جوهرها صون البيئة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤدي المصممون والمهندسون المعماريون دوراً حاسماً في تعزيز الاستدامة في التصميم والفنون البصرية، لتحسين حياة المجتمعات، في مواجهة تأثيرات تغير المناخ. وتقوم الإمارات بدور ريادي عالمياً في تعزيز هذا الدور والوظائف للفنون.

حيث تتبنى مناهج نوعية تعتمد مبادرات واستراتيجيات فاعلة في الخصوص، كفيلة بتعزيز الاستدامة وممارساتها، خاصة في حقول الإبداع، جوهر حياة المجتمعات، وأساساً لتطور المجتمعات وصون البيئة، ويأتي على رأس تلك المبادرات والتوجهات :

إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2023، عام الاستدامة، وكذلك استضافة الإمارات مؤتمر المناخ «كوب 28» في مدينة إكسبو دبي، نوفمبر المقبل.

وقد أكد عدد من المبدعين والمتخصصين في المجال، في حديثهم لـ«البيان»، أن الإمارات، وبفضل برامجها ومبادراتها في الصدد، تحفز المبدعين لإنجاز إبداعات مستدامة تصون البيئة وتكفل رفاه الإنسانية وخيرها وسلامتها.

وتقول المهندسة المعمارية الدكتورة إيمان إبراهيم: يتطلب التصميم المستدام الذي يواكب حاجيات المجتمع دمج مفاهيم الاستدامة في البيئة الاجتماعية والمجتمعية الأكبر.

وتعد المشاركة المجتمعية ضرورية لإشراك المجتمع في التصميم ما يزيد من الملكية ويضمن تلبية الخطط لاحتياجاتهم والتفاعل مع ملاحظات أصحاب المصلحة والعوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المحلية مسألة ضرورية للتصميم المستدام. وينبغي التركيز على خلق بيئات فنية نوعية تشدد على الشمولية وتستلزم أخذ متطلبات المجموعة الاجتماعية المختلفة في جميع جوانب خطة التصميم.

وتضيف : تعد الشراكات التعاونية أمراً حيوياً، إذ يجب على المهندسين المعماريين والمصممين والمعنيين والمنظمات المجتمعية وغيرهم من أصحاب المصلحة الأساسيين، العمل معاً لتحقيق تصاميم مستدامة.

وتقول المصممة الإماراتية ريما المهيري: لم يعد بإمكاننا تجاهل عواقب اختياراتنا في أي قرار يتعلق بالتصميم. إذا كنا نهدف إلى مواجهة أزمة المناخ الملحة، فإن الأسلوب التدويري في عملية بناء التصميم هو طريقنا الوحيد لتحقيق ذلك. ومن المهم جداً بالنسبة لنا كمصممين أن نفكر في أنماط استهلاكنا وأن نعيد النظر في كيفية استخدامنا لمواردنا.

أؤمن بشدة بأن المصممين يؤدون دوراً محورياً على قدم المساواة مع أي شخص آخر في المجتمع، في تعزيز الحوار عن الاستدامة وتحقيق الرفاهية لمحيطنا الطبيعي. علاوة على ذلك.

فإن دمج القصص والأهمية الثقافية لهؤلاء الحرفيين في عملية التصميم يسهم في إنشاء منتجات تحمل سرداً أعمق يضيف قيمة وأصالة إلى المنتجات النهائية، ويتردد صداها مع المستهلكين الذين يقدرون المزيج الفريد من الاستدامة والحرفية والتراث الثقافي.

وتشير المصممة والفنانة السعودية المقيمة في دبي، هدى العيثان، إلى أنه تتجاوز قضية الاستدامة في التصميم حدود التقليل من الأثر البيئي، فهي تشمل الحفاظ على مجتمع الحرفيين. من خلال الاعتماد على المواد المستدامة وفرضها في عملية التصميم.

فنحن لا نعطي الأولوية للممارسات الصديقة للبيئة فحسب، بل نزيد من دعم الحرفيين المهرة إلى أقصى الحدود ونسهم في الحفاظ على الحرف اليدوية التقليدية، وعندما نختار مواد مستدامة، مثل المواد الطبيعية من مصادر مسؤولة، فإننا نخلق طلباً على هذه المواد. وهذا بدوره يشجع ممارسات الإنتاج المستدامة ويدعم المجتمعات المحلية المشاركة في مصادرها وإنتاجها.

أدوار وأفكار

تقول ليسا باليتشغار، نائبة مدير مركز تشكيل للفنون بدبي: الفن يمكنه أن يقوم بأدوار رئيسة في حماية البيئة، ويمكننا التعويل عليه كثيراً في الصدد، وقد حرص «مركز تشكيل»، منذ إطلاقه في 2013، على تعزيز الاستدامة في التصميم عبر مبادرة «تنوين» من خلال ربط تقاليد الإمارات بالطلب المعاصر على قطع الديكور ومنتجات التصميم المستدامة.

فدأب على توجيه المصمّمين المحترفين المختارين بدءاً من فكرة المنتج ومروراً بالتصميم ووصولاً إلى النموذج الأولي في التصنيع داخل الدولة. وتعاون المشاركون في البرنامج مع مهندسين وعلماء ومصنّعين.

Email