معروف شقير.. 40 عاماً من النحت على البازلت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في أحضان الطبيعة بإحدى البلدات السورية، يقيم الفنان التشكيلي معروف شقير معرضاً ومتحفاً دائماً، لعرض مئات المنحوتات من حجر البازلت في محافظة السويداء، حيث يعتبر رائداً في هذا المجال.

فمنذ نحو 40 عاماً عشق البازلت وصلابته، وتأثر بالقلاع والقصور التي بنيت في عهد الرومان جنوبي سوريا، وقام بعمل العشرات من الأعمال النُصبية التي زينت ساحات العديد من المحافظات السورية موثقاً حياة السوريين وتراثهم. يقول معروف شقير، في حواره مع «البيان»: «بدأت العمل بالنحت على حجر البازلت عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري.

حيث كلفتني والدتي بإنجاز جرن لإعداد الكبة، فنفذته وبدأت أمارس النحت»، لافتاً إلى أن «بداياته الفنية كانت في عام 1983 بالنحت على البازلت». وأضاف «البيئة المحيطة كانت حافزاً لدي ومؤثراً كبيراً في بداياتي الفنية.

حيث كنت أشاهد الآثار التي كانت تسمى بالآثار الرومانية، والتي هي برأيي آثار بنيت بعهد الاحتلال الروماني بأيدٍ عربية محلية بما فيها التشكيلية والهندسة المعمارية»، لافتاً إلى أن «تلك الآثار في بصرى الشام وشهبا وقنوات كانت تشد الانتباه لدقة البناء ووظيفته ومهارة الصنعة فبقيت في ذاكرتي ومخيلتي».

وتابع «من هذا المنطلق وجدت أن هناك فقراً كبيراً في الأعمال التزيينية.. وبدأت توظيف النحت على البازلت بتلك الأعمال بالساحات العامة بممارستي أنا لهذه المهنة».

عشرات الأعمال

وتابع : «في الفترة ما بين 1983 و1986 استطعت أن أنفذ 60 عملاً نحتياً بالمطرقة والإزميل، حيث لم يكن هناك أدوات ومعدات حديثة تساعدني وأقمت أول معرض على مستوى سوريا في مدينة السويداء في تلك الفترة، ثم أقمت معرضاً في عام 1988 في العاصمة دمشق، فكان له صدى كبير خلق حافزاً ودافعاً لدي للاستمرار في النحت على البازلت».

وأردف شقير «أعتبر نفسي من أول من قدم هذه المادة على الساحة التشكيلية السورية، بالرغم من أن هناك ممن مارس هذه المهنة زملاء عملوا بعض الأعمال النحتية، لكنها بقيت أعمالاً نحتية محلية».

مضيفاً «أنا قدمته في معارض رسمية واستمررت كل سنتين أقيم معرضاً في سوريا حتى أنشر هذا الفن». وتجاوزت مشاركات معروف شقير 150 معرضاً بين معارض خاصة له ومعارض وزارة الثقافة، منها معرض في باريس على هامش إعلان دمشق عاصمة للثقافة العربية.

وقال شقير إن «الفن عندي يتألف من قسمين الأول نحت تزييني من أجل خدمة المجتمع، بحيث تنقل وتعرض هذه الأعمال في الساحات العامة.

حيث أنجزت عشرات المنحوتات وأعمالاً نُصبية من البازلت توزعت في الساحات العامة في المحافظات السورية التي ارتبطت بحياة الناس والتراث..وغير ذلك». ومن المنحوتات النُصبية في الساحات العامة عنقود عنب وثق به حياة الفلاح وجهده والجرة والكتاب وأهمية الثقافة، وخريطة سوريا، وغيرها.

وأضاف شقير إن «القسم الثاني هو الجانب النفسي والروحي الخاص بي لأغذي روحي، حيث كنت أتصيد الحالات الانفعالية في حوارات الناس اليومية فأعكسها على الحجر البازلتي كلحظات الفرح والحزن والتأمل والغضب.. إلخ، كفن تشكيلي فن تعبيري وتجريدي اعتمدته..».

وشملت الأعمال النحتية مواضيع عدة كالأمومة والمخدرات ومخاطرها والاتصالات . ويصف شقير النحت على البازلت بأنه «صعب بسبب قساوته ومقاومته»، معتبراً أن «حب العمل والقناعة بالبازلت كعمل خالد تجعل هذا الحجر يلين».

Email