رمضان رضا.. شاهد على تطور أسواق دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مدينة عامرة كدبي ليس من الغريب أن تستمر أعمال، وحرف بسيطة لأعوام طويلة، على الرغم من انفتاح الأسواق، وتغير الزمن والتجارة واحتياجات الناس، ففي هذه المدينة يمكن تطويع الأعمال، لتناسب تطورات العصر ومستلزماته.

رمضان عباس رضا يعمل في سوق ديرة الكبير، منذ 55 عاماً، مرت عليه كل التغيرات، التي لحقت بالسوق بدءاً من كونه سوقاً بسيطاً للبهارات، والأدوات المنزلية، وبعض الاحتياجات اليومية البسيطة، إلى أن أصبح سوقاً كبيراً تتفرع منه الأسواق والطرقات والمحال، لتضم مئات المحلات، التي تبيع المجوهرات والملابس والأدوات المنزلية والتحف والهدايا والتذكارات والحرف اليدوية، بالإضافة إلى التوابل المتنوعة من كل دول العالم.

يتذكر رمضان السوق في الستينيات، حيث كان مكاناً بسيطاً، يضم محلات عدة موزعة على ضفة خور دبي، تبيع ما تيسر من المواد اليومية، التي يحتاج إليها أهل الإمارة، فيما كان هو وأخوه، الذي توفي قبل خمس سنوات، وترك له المهنة، يبيعون العصير في محلهم الصغير وسط السوق، إذ يقول رمضان: «كنا أنا وأخي في تلك الأيام نبيع اللبن، وعصير الليمون فقط، وهذا ما كان متوفراً في تلك الأيام لإطفاء لهيب الحر على الناس في السوق، وكنا نعمل بجد، ونرضى بما نجنيه من أرباح يومية، لكن مع التطور الذي شهدته المدينة، وأعمال تطوير السوق، التي كانت بين عامي 2013 و2014، وانتهت في 2017، وشملت تحويل السوق التقليدي إلى سوق كبير، يحتوي على المحلات التجارية والمطاعم ومواقف السيارات والطرقات المعدلة، لتلبية احتياجات المكان من هذه الأمور، لم نعمل أنا وأخي على توسعة محلنا، بل فكرنا في ما تحتاج إليه هذه المدينة، التي يأتينا زوارها من كل مكان من العالم، ولهم متطلبات مختلفة غير اللبن وعصير الليمون».

ومن هنا بدأت رحلة التغيير، حيث بدأ الأخوان يبدعان في أنواع العصير المقدمة للناس، فأصبح المحل الصغير يعج بكل أنواع الفواكه من كل أنحاء العالم، ليرضي أذواق الناس من كل الجنسيات، بالإضافة إلى حلوى «الفالودة» التقليدية، التي يقول عنها رمضان: «إنها باتت مطلوبة بشكل كبير من الزوار، الذين اعتادوا على المكان، وأيضاً السياح، الذين أتوا أكثر من مرة، وسألوا عنها وجربوها، وباتوا الآن يطلبونها كثيراً لتميز طعمها».

ويبقى المحل الصغير مزدحماً وسط ذلك السوق الكبير، مقدماً لزواره مختلف أنواع العصائر الباردة، التي تطفئ لهيب الحر في الصيف، وتنعشهم في الشتاء، ولا يزال العم رمضان سعيداً وراضياً بعمله في السوق، الذي يلتقي به أناساً من مختلف أنحاء العالم، ويتعرف على أشخاص جدد كل يوم كما يقول، وتعلم منهم أيضاً كيف يطور من محله، وينوع في ما يقدمه».

Email