«كلمة» يصدر «جالينوس والتلقي العربي لطيماوس أفلاطون» لـ«أيلين داس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وبالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ32، الترجمة العربية لكتاب «جالينوس والتلقي العربي لطيماوس أفلاطون» لـ«أيلين داس»، والتي نقلها إلى العربية أحمد سمير سعد، وراجعها ناصر أبو الهيجاء.

ويطمح الكتاب لإلقاء الضوء على المنافسة الشرسة التي دارت بين الطب والفلسفة في العصور العتيقة والوسطى وفي العالم الإسلامي على مساحات النفوذ والسلطة المعرفية، ويدرس كيف سعى «جالينوس» إلى مد سلطة الطب نحو ما هو خارج الجسد، مستعيناً في ذلك بـ«محاورة طيماوس» لـ«أفلاطون» التي ربطت بين الجسد والنفس والكون بأكمله، مؤكداً بذلك قدرة الطبيب على الاشتباك مع هذه الموضوعات جميعها.

 

إرث

كما يكشف الكتاب عن أن تلقي مفكري العالم الإسلامي لإرث «جالينوس» لم يكن سلبياً على الإطلاق، بل حاوروه وانتقدوه وخرجوا برؤاهم الشخصية التي سعوا من خلالها إلى التدشين لمذاهبهم الخاصة وإسهاماتهم، وأعادوا ترسيم حدود التخصص وفق ميولهم ومعتقداتهم، إذ حاول حُنين بن إسحاق الارتقاء بمكانة التخصصات الفرعية في الطب، في حين سعى أبو بكر الرازي إلى مد سلطة الطب لتشمل الميتافيزيقا، إلا أن ابن سينا وموسى بن ميمون حاولا من جديد تعزيز التمييز بين ما هو فلسفي وما هو طبي، كل على طريقته ومن أجل أهداف متباينة.

ولم تكتف المؤلفة بذلك، بل تحاول ربط هذه الدراسة التاريخية بالواقع الحالي، إذ تشير إلى أن استعراضها ربما يكشف، نوعاً ما، عن طبيعة الجدل الدائر حالياً حول العلوم الإنسانية الطبية وعلاقتها بالتخصص الطبي، وكيف أنها قد تسهم، في الوقت الحاضر، في إعادة تصور شكل التخصص الطبي وإدراك الأطباء لهوياتهم وأدوارهم.

 

الكاتبة

تهتم مؤلفة الكتاب «أيلين داس»، الأستاذة المساعدة في كلية الدراسات الكلاسيكية والدراسات الشرق أوسطية في جامعة ميشيجان والحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة وارويك 2013، بدراسة طب وفلسفة العصور العتيقة والوسطى، كما تشمل اهتماماتها تلقي العالم الإسلامي لـ«أبقراط» و«جالينوس»، وبحركة الترجمة من اليونانية إلى العربية والسريانية، وأسهمت كذلك في ترجمة نسخ عربية لنصوص يونانية مفقودة أو مجزأة.

وباتت تستهدف أخيراً دراسة الجدل الذي قام بين الطب والفلسفة في العصور العتيقة والوسطى، وكيف أسهم الفاعلون فيه في ترسيم وإعادة ترسيم حدود التخصصين، مستهدفين اكتساب المزيد من النفوذ والسلطة المعرفية.

 

المترجم

أما مترجم الكتاب أحمد سمير سعد، مدرس التخدير والرعاية المركزة بكلية طب جامعة القاهرة، فيهتم بتبسيط العلوم والثقافة العلمية، وله عدد من الإصدارات في هذا الصدد، منها على سبيل المثال: «لعب مع الكون» و«التطور.. الإيثار.. الحمض النووي.. حكايات لا تُروى كاملة»، وترجم عدداً من الكتب العلمية لـ«إدنجتون» و«شرودنجر» و«برتراند راسل» و«روبرت جيلمور» وغيرها.

وصدر له عدد من الروايات والمجموعات القصصية، منها على سبيل المثال: رواية «شواش»، ومجموعة «طرح الخيال»، كما يهتم بالكتابة للطفل والناشئة، وصدر له في هذا المجال على سبيل المثال: مجموعة «ممالك ملونة» ورواية «خادم المصباح السحري».

Email