روائع متحف سرسق في بيروت تنهض من تحت الرماد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعيد في العاصمة اللبنانية، بيروت، أول من أمس، افتتاح متحف سرسق أمام الجمهور، خلال حفل كبير حضره فنانون ومسؤولون، بعد ثلاث سنوات من انفجار مميت في مرفأ بيروت- تسبب فيه أطنان من المواد الكيماوية المخزنة بشكل غير صحيح- ما أدى إلى تحويل العديد من لوحاته ومقتنياته إلى رماد.

والمتحف بني في الأصل بوصفه فيلا سكنية خاصة في عام 1912، تتربع على قمة تل يطل على حي الأشرفية في المدينة، وهو يمثل مكان إقامة فخم متكامل على الطرازين الفينيسي والعثماني.

وقد وهب مالك الفيلا، وهو جامع الأعمال الفنية اللبناني الشهير نيقولا إبراهيم سرسق، منزله المحبوب للشعب اللبناني، ليتم تحويله إلى متحف للفن المعاصر عند وفاته عام 1952.

يضم المتحف أعمالاً فنية لبنانية، يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، منها أعمال الرسام المتميز جورج قرم، ومكتبة فؤاد دباس، التي تضم 30 ألف صورة، وهي واحدة من أكبر مجموعات الصور الخاصة، والصور مأخوذة من بلاد الشام من عام 1830 حتى الستينيات.

وفي عام 2008 قام مشروع مدته سبع سنوات بتجديد وتوسيع المتحف، وإعادة إطلاقه في عام 2015، لكن انفجار الرابع من أغسطس 2020 في مرفأ بيروت- على بعد 800 متر فقط - أصاب المتحف بالكامل من الأمام.

أدى الانفجار إلى تهشم نوافذ المتحف الزجاجية الملونة وتحطم الأبواب، وتضرر نصف الأعمال الفنية المعروضة تقريباً.

وقالت مديرة المتحف كارينا الحلو: إن الدمار كان غير مسبوق، وهو مستوى لم يسبق له مثيل حتى خلال الحرب الأهلية اللبنانية في الفترة من 1975 حتى 1990.

وأضافت: إن 70 في المائة من المبنى تضرر بشدة، وكذلك 66 قطعة فنية من أصل 132 معروضة، ومزقت شظايا الزجاج لوحة بصورة نيقولا سرسق، التي رسمها الفنان الهولندي كيس فان دونخن.

وبعد شهرين من الانفجار أطلقت مديرة المتحف آنذاك زينة عريضة حملة لجمع التبرعات، وقدرت الأضرار بنحو 3 ملايين دولار في ذلك الوقت. وجمع المتحف في النهاية أكثر من مليوني دولار لترميم المبنى والأعمال الفنية بدعم من إيطاليا وفرنسا واليونيسكو، والعديد من المنظمات الخاصة.

وكانت عملية الترميم طويلة ومضنية، وتم نقل صورة سرسق إلى باريس مع قطعتين فنيتين أخريين، وأعيد ترميمها هناك. وتوافد خبراء من لبنان ومن الخارج على المتحف لتجميع المنحوتات الفخارية التالفة، وإصلاح الخدوش والتمزقات، التي شوهت اللوحات، وتمت إزالة الغبار والحطام الناتج عن الانفجار بعناية لإعادة رونق العديد من القطع.

Email