«شاعرية الآلات» يرصد العلاقة بين الإنسان والآلة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتناول معرض «شاعرية الآلات»، ضمن فعاليات موسم الربيع 2023 لمنصة 421 للفنون المقام تحت شعار «في عشق الشمس وهوى القمر» للفنان ناصر نصر الله، العلاقة بين الإنسان والآلة من منظور أسطوري، وعبر تشكيلة متداخلة من الرسومات واللوحات والنصوص المكتوبة والمنسوجات والأعمال التركيبية، والتي في مجملها توثق تجاربه وبصمته الخاصة عن صناعة الفن، والتي تنطلق من منظور تجريبي ومادي، سواء عبر أغراض، أو أفكار أو نظريات فعلية، تعبر عن انشغاله ببيئته واهتمامه بمحيطة التفاعلي.

وعبر لوحاته يطرح الفنان نصر الله التداخل العميق بين الإنسان والآلات، ويطرحها موضوعاً فلسفياً بالغ الأهمية عن طبيعة هذه العلاقة، وما هي تبعاتها على الإنسان والمجتمع، ومنها ما يستدعي عبر شخوصه المتخيلة من عوالم أخرى نظرية الهيمنة والتحكم من قبل الإنسان، الذي يسعى إلى السيطرة على الآلات، واستخدامها لتحقيق أهدافه، وهذا يثير بعض التساؤلات حول قدرة الإنسان على السيطرة على الآلات، وعدم انعكاس هذا التحكم على الإنسان نفسه مع تفهم هذه العلاقة الشائكة، بعيداً عن الاعتمادية والتبعية أو الانحياز والتجاهل، حيث يميل الإنسان في بعض الأحيان إلى التجاهل والإهمال للجوانب الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع الآلات.

 

مفردات تعايش

وفي ما يتعلق بقصة معرضه «شاعرية الآلات» يؤكد الفنان ناصر نصر الله، الذي نال جائزة دورة 2023 من برنامج التطوير الفني في منصة 421، بالشراكة مع معهد الفن الناشئ: إن رسوماته الفنية تبتكر عالماً آخر، تحكمه قوانين مختلفة الرؤى الفلسفية لنمط العلاقات والصداقة، وكذلك الحب وتمزج بين الشاعرية الإنسانية والتفكير المنظم، الذي يتم تزويد الآلات به، والتي سرعان ما تكون تجاربها الجمعية وكذلك محيطها، لتخلق حالة من التعايش بمفردات مختلفة، لذلك جاءت الأعمال ضمن مجموعات لونية مختلفة، فمنها ما يقارب لون الآلات، ومجموعة تتشابه ألوانها مع درجات لون بشرة الإنسان، وتتمتع في مجملها بحس مرح، وتصنع علاقة جديدة مع المتلقي، من منظور نفسي على مستوى الأفكار والأطروحات حول ماهيتها ورمزيها، وكذلك طاقتها في أرجاء المكان.

ويضيف نصر الله، الذي أسس مرسم الساحل عام 2019، كما ألف كتاب «مخلوقات الأشياء اليومية» المترجم إلى الإيطالية: لا تقتصر مخيلتي ورؤيتي لطبيعة الآلات وخواصها الميكانيكية، فقد حاولت أن أسقط عليها الكثير من الصفات البشرية كروح الدعابة والعاطفة، وكذلك الذكريات ومثال على ذلك زاوية من المعرض يلتقي عبرها الزائرون أثناء تجوالهم بجهاز الفاكس، الذي يستقبل رسائل آنية، ويتم تعريفها اليوم وخصوصاً لدى الكثير وخصوصاً جيل اليوم، إنها فكرة قديمة لم تعد تستخدم الآن وحلت محلها البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائل التقنية الحديثة، التي تنسخ ما قبلها من اختراعات والآلات.

 

مسرح تفاعلي

ويعتقد نصر مؤلف كتاب «محول القصص» وكتاب «كورنيش» للكوميك، والذي يتضمن رسوماً هزلية تجريبية لأكثر من 35 فناناً من المنطقة: إن لوحاته تمثل مسرحاً تفاعلياً لعرض سرديات مرتجلة تجسد روح التواصل والحوار والتفاعل بين مجتمع الآلات في فضاء زماني مجهول، مجموعة متنوعة من الأشكال الروبوتية وفي محاولة لالتماس حياة محتملة فيما لا روح فيه، والعكس بالعكس.

Email