«الملصقات».. فنون تثري المشهد الإبداعي في دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش مهرجانات الملصقات الفنية في دبي حالة من الازدهار الفريد من نوعه، وتلقى اهتماماً واضحاً من عدد من المؤسسات الثقافية التي تدعم الفنانين المحليين وتستقطب العالميين في مبادرات تعمل على تبادل الخبرات ومواكبة أحدث ما توصل إليه هذا الفن، ما يضيف قيمة إبداعية وفنية هامة للمشهد الثقافي المحلي في الإمارة.

معارض متنوعة

وفي هذا السياق، قال بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي:«يعرف الجميع أن ندوة الثقافة والعلوم حريصة منذ تأسيسها، على الاهتمام بالفنون بمجالاتها كافة، فنظمت الندوة معارض متنوعة للفن التشكيلي، واستضافت معارض أخرى عديدة لفنون الخط العربي، علاوة على الأمسيات الموسيقية والغنائية والعروض المسرحية التي شهدتها القاعات المختلفة في الندوة، كل ذلك بجانب الجوائز السخية التي أطلقتها الندوة في مجالات الفنون المختلفة لتشجيع المواطن الإماراتي على البتكار والإبداع».

وأكد أن الندوة من الطبيعي أن تخصص جانباً من نشاطها للحفاوة بفن الملصق (البوستر) بوصفه الأكثر انتشاراً على مستوى المشاهدة، فالملصق يعلق على الجدران هنا وهناك، الأمر الذي يسمح لأكبر عدد من الناس مشاهدته والتفاعل معه والتأثر به، نظراً لقدرته على تلخيص الفكرة بأقل قدر ممكن من الخطوط والمساحات والألوان والكلمات، مضيفاً: «من هنا أقدمنا في الندوة على إطلاق مهرجان الإمارات الدولي الأول للملصق تحت شعار (التسامح) نوفمبر 2019، حيث ضم المعرض 563 ملصقاً أبدعها كوكبة من المصممين المتميزين يمثلون 47 دولة، ورغم جائحة كورونا 2020 فإننا حافظنا على فكرة المهرجان، وقمنا بتنظيم المهرجان الدولي الثاني عبر الفضاء الإلكتروني تحت شعار (الأمل) في نوفمبر من ذلك العام، حيث بلغ عدد المشاركين 166 مصمماً يمثلون 56 دولة.

وتابع: (تواصل العقول وصنع المستقبل) كان شعار مهرجان الإمارات الدولي الثالث للملصق بالتزامن مع احتضان دبي لـ»إكسبو 2020 دبي«وأقيم المهرجان في نوفمبر 2021 بمشاركة 194 مصمماً، وفي ديسمبر من العام الماضي 2022 أقمنا المهرجان الدولي الرابع تحت عنوان (مئوية الإمارات) بمشاركة 136 مصمماً يمثلون 45 دولة، ونعكف منذ مدة على تنظيم المهرجان الدولي الخامس تزامناً مع مؤتمر «كوب 28» الذي يقام العام الجاري في مدينة إكسبو دبي.

وأضاف:»باختصار، الملصق فن بديع قادر على توصيل أعمق الأفكار وأبسطها من خلال تناغم الألوان والمساحات والكلمات القليلة، كما أنه يعزز لدى شباب الفنانين المهارات المختلفة لمنطق الاختصار والتركيز والتكثيف حتى يأتي الملصق معبراً وقوياً ومؤثراً«.

مدارس

وقال هشام المظلوم، أول مصمم إماراتي: إن مهرجانات ومعارض الملصقات تعتبر من الفن العام الكبير الذي هو فن التصميم الذي يحتوي على خمس مدارس رئيسية وهي: التصميم المعماري، والتصميم ثلاثي الأبعاد، والتصميم الصناعي، والأزياء والمجوهرات، والغرافيك الذي تخرج من خلاله تصميم الهوية البصرية والملصقات والتصاميم الأخرى، وإقامة دبي لهذه المهرجانات هي خطة مدروسة وذكية فنلاحظ دبي كمركز اقتصادي إقليمي على مستوى الوطن العربي والعالم، فالجانب الاقتصادي يكمل ويبرز الجانب البصري والفنون الإعلانية البصرية .. ما يعتبر محوراً رئيسياً لدعم جانب الاقتصاد على مستوى الإمارات والجانب الدولي.

وأشار المظلوم إلى أن التصميم ليس فقط ابتكار صورة تزينية بقدر ما هو ابتكار فكرة جديدة.. وأضاف: هناك تصميم الملصقات المهم في التوجيه الإعلامي والإعلاني للملصق الذي يتضمن نوعين للملصق: ملصق الشارع ويحتوي بشكل مختصر متى وأين ومتى لفعالية ما، وملصق تفصيلي لكافة الفعاليات التي تقام بالتفصيل، وهذه المقاسات الرئيسية بدأت على مستوى العالم في بولندا لعرض رأي الجمهور على المستويين السياسي والاجتماعي ثم انتقلت تدريجياً إلى الجانب الاقتصادي على المستوى العالمي، ودبي تستقطب هذه المعارض لاستكمال هذه المسيرة الثقافية الإبداعية في مجال فنون التصميم على مستويات الثقافة والإبداع وأيضاً الاقتصاد، وأيضاً تساهم في دعم المؤسسات التعليمية.

ولفت المظلوم إلى أن هذه المهرجانات تعمل على إبراز الهوية الخاصة بالهوية الوطنية والإسلامية والعربية وعكسها من خلال هذه الفنون. مسابقات

بدوره، أشار الفنان الإماراتي خالد الجلاف إلى أن الملصقات تعد أحد الفنون ولها متخصصون فيها ولها مسابقاتها العالمية ومن ضمنها مسابقات ومعارض تنظمها ندوة الثقافة والعلوم في دبي التي أقامت ثلاث دورات للملصق حتى الآن وهذا بحد ذاته يعد مواكبة واهتماماً بهذا الفن وتطوره.

وأوضح الجلاف أن الملصق قد يكون سياسياً أو تجارياً أو توعوياً وتتعدد أنواعه واستخداماته ولغاته ويكون أحياناً بدون لغة يعبر عن حالة معينة دون كلمة واحدة لكن العالم بمختلف ثقافاته ولغاته يمكنه قراءته ويعتبر هذا النوع هو الأجمل والأكثر إبداعاً برأيه، حيث يحمل رؤية يفهمها الجميع، مؤكداً أن دبي تهتم بكافة أنواع الفنون وتشجع مبدعيها ومنها فنون الملصقات.

 
Email