التشكيلية صوفيا خواجة:

أنا «العينة رقم 1» في استكشاف «مكامن السلطة»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوج معرض «مكامن السلطة» مشاركة الفنانة التشكيلية صوفيا خواجة في «برنامج الممارسة النقدية» بمركز «السركال أفنيو - مستودع 58» إلى جانب كونه أول معارضها الفنية، ويرتكز على تبنيها رؤية فنية مغايرة في سلسلة من اللوحات التي تتحرى فيها سبل استحواذ البشر على السلطة.

ووصفت التشكيلية صوفيا خواجة نفسها بأنها «العينة رقم 1» في هذه الرحلة الاستكشافية، وهو ما يعد ابتعاداً عن خطها المعتاد والقائم على استكشاف المساحات، ومن خلال تصويرها شخصية تتنوع تجلياتها بين الفتاة القروية ونجمة الغناء والمرأة المتمردة القوية، وابتعدت في أحدث أعمالها عن مجالات اهتمامها السابقة، التي تشكل الأسرة وتسلسلها الهرمي وأزمة منتصف العمر أهم محاورها.

وفي حديثها لـ «البيان»، قالت الفنانة صوفيا الخواجة، التي التحقت بمدرسة رود آيلاند للتصميم ضمن إطار منحة فولبرايت للحصول على ماجستير في الفنون الجميلة: مشاركتي ضمن برنامج الممارسة النقدية من مركز تشكيل للفنون يمثل بالنسبة لي انتقالاً جديداً خلال سعي لاستعادة متعة صنع الفن التي افتقدتها على مدار العقد الماضي.

وأضافت: حالياً أفكر كثيراً في موضوعات مغايرة، وهنا ظهرت مجموعة «مكامن السلطة» التي ناقشت أو عبرت من خلالها عن مفهومي لماهية السلطة، هل هي: القدرة على التأثير في سلوك الآخرين، أم توجيه مسار الأحداث، وحسم كل مواجهة في علاقاتنا، أو ربما كانت هي دفع الناس إلى الإصغاء، والسيطرة عليهم. واستطرت صوفيا: من المدهش حقاً إن عليّ الاعتراف بأنه في بدايات نشأتي، أردت الحصول على مظهر من مظاهر هذه السلطة، كنوع من التحايل اللاشعوري.

قد يبدو الأمر سيئاً، لكنني لم أصادف أي شخص لا يريد أن يمسك زمام قراره. وبالتالي، فقد قضيت معظم سنوات شبابي الأولى في البحث عن مثل هذا النوع من السلطة. وبالفعل حظيت بهذه السلطة في أماكن متفرقة هنا وهناك، مختبئةً على مرأى من الجميع وسعيدة، واليوم يعد المعرض بمثابة توثيق لرحلتي الخاصة في اكتشاف مكامن هذا النوع من السلطة.

وبعد استبعاد العديد من الأعمال، أبقيت على أعمال تعكس 5 مكامن للسلطة عبر 5 مجموعات. وبما يتعلق بأهم الفروقات بين مجموعاتها الخمسة ورمزيها في محور السلطة، تقول صوفيا، التي شاركت في معرض «كامبُس آرت دبي» بدورتيه الرابعة والخامسة: بكل تأكيد هي متشابهة من ناحية الفكرة، ولكنها تختلف تقنياً في رؤيتها الفنية والتنفيذية من ناحية الحجم والموضوع أيضاً.

وعلى سبيل المثال تجسد مجموعة «يونيكورن» مفهوم السلطة في المسيرة المهنية الطموحة، في حين تشير مجموعة «أنف» إن السلطة تكمن في بلوغ الجمال وممارسته.

ومن جانب آخر، ترصد مجموعة «عمل» من خلال أشكالها الغرائبية مفهوم السلطة التي تتراكم تدريجياً ونسعى من خلالها إلى تحسين مكانتنا الاجتماعية والمادية. وفى مجموعة «لغة» آثرت تقديم أعمال نحتية تسلط الضوء على فقدان السلطة بدلاً من امتلاكها.

تموضع الجسد

وعن حضور ظل لشخص أو شخوص تكوين العمل، تقول صوفيا، التي تخصصت في فنون الطباعة: قبل أن أكون فنانة تشكيلة تدربت لسنوات طويلة على نوع من الرقصات التقليدية في الجنوب الآسيوي، لذلك أعتبر الجسد الإنساني مصدر إلهامي الأول. وقبل أن يستطيع أحدهم تقديم أداء فردي، يتم تلقينه فن احتواء المساحات الفارغة دون استخدام المعدات المكملة أو الخلفيات المسرحية.

ولطالما كان الراقصون قادرين على التعبير عن أنفسهم بهذه الطريقة لآلاف السنين، وذلك أمر في غاية القوة! الآن، بعد كل هذه السنوات، تطور موضوع عملي، ولم يعد منوطاً بجنسٍ واحد، أي أن الجسد لم يعد يرمز للأنثى فقط لكنه يظهر للعيان عبر الأشياء التي يتموضع بداخلها فقط.

وبما يتعلق بلحظات الاكتشاف والتحولات المفاجئة توضح صوفيا: ما يحضرني في هذا السياق، هي تلك اللحظات التي زدت عبرها حجم كتلة العمل على غير ما اعتدت. وبالتالي فإنّ زيادة حجم الكتلة تعني عدم قدرتي على الجلوس والعمل، كما أنه يجب عليّ تثبيت العمل بشكل عمودي بدلًا من أن يكون مسطحاً على طاولتي.

وبالفعل كنت بحاجة إلى سلّم للعمل، ولكنني كنت بحاجة أيضاً لاستخدام أصابع قدميّ وظهري وعنقي. كنت بحاجة لجسدي بأكمله، لذلك فإن قرار زيادة حجم الكتلة غيّر بشكل جوهري الطريقة التي أتفاعل بها مع العمل.

Email