المهرجانات «خشبة نجاة» العروض المسرحية

عروض مسرحية متنوعة الأفكار تعرض في المهرجانات | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطلق العروض المسرحية في فترة المهرجانات ليصبح المكان عرساً ثقافياً يحضره المثقفون ومحبو المسرح، وتهدف المهرجانات إلى تعزيز دور القطاع المسرحي وتحفيز الشباب للإقبال على فن المسرح الراقي وخلق بيئة إبداعية مستدامة للفنون المسرحية والنهوض بالمسرح الإماراتي.

ومن خلال التجمعات الثقافية يلتقي الجميع لتتكون الفرص الإبداعية والتعارف على تجارب الآخرين، ثم ينتهي العرس ويتوقف الجميع عن العمل لينتظر الجمهور العروض المسرحية وتستمر مرحلة الركود إلى مهرجان قادم.

«البيان» التقت مجموعة من الممثلين والمخرجين المسرحيين للحديث عن أسباب ركود العروض المسرحية وانتعاشها في المهرجانات فقط، حيث قال المخرج المسرحي حمد عبدالرزاق: العروض المسرحية في المهرجانات تقدم بحسب معايير معينة تقاس فيها بشكل أكاديمي من جميع النواحي.

حيث يكون للنص معاييره التي تتسم بعناصر القصة من حبكة وصراع وبداية ووسط ونهاية، وتكون للتقنية جزء من حيث السينوغرافيا (الإضاءة والصوت والديكور) ومن ثمة ننتقل إلى الإخراج وبراعة استخدام العناصر المسرحية وأخيراً التمثيل الذي يكون مدروساً بشكل كامل حسب الشخصيات وتقمصها.

وأكد عبدالرزاق أن السبب لعدم الاستمرار في العروض هو عدم تفرغ الفنان للعمل على المسرح طوال الوقت مما يجعل الاستمرارية لبعض الأعمال في إطار المهرجان فقط، إضافة إلى عدم المقدرة على استخدام قاعات المسارح إلا بالمناسبات المسرحية، فالقاعات المسرحية تساعد على صناعة محتوى مسرحي يؤدي لصنع ظاهرة مسرحية ويدفع بالمسرح لإنتاج أعمال على مدار العام.

تسويق وجرأة

وأشار الكاتب المسرحي والفنان طلال محمود، إلى أن إدارات بعض المسارح أصبحت اتكالية تعتمد على ما تقدمه المهرجانات من مبالغ للمشاركة دون السعي والبحث واستثمار الأعضاء، وعدم وجود جرأة لخوض مغامرة فنية حقيقية للوصول إلى الجمهور وغياب خطة تسويق، لذلك وجود إدارة ترويج وتسويق وجرأة في البحث عن الجمهور هو الحل.

وعن سبب العزوف عن تقديم عروض مسرحية كوميدية تجذب الجمهور قال: لأنهم ما زالوا يرددون بأن هناك عدم التزام في الكوميديا والخوف من تجاوزات البعض على المسرح وهذه أمور انتهينا منها منذ سنين طويلة والدليل استمراريتنا أنا والفنان مروان من 2016 إلى اليوم ولم نجد أي خوف من طرحنا لأننا رقباء على أنفسنا.

وتابع: المسارح عندنا تبحث عن السهل وهو المهرجانات فقط بينما الجمهور لا يهمه بأنك مشارك في مهرجان أو حصدت جوائز، لأن الجمهور عنده متنفس في أكثر من مكان ومجال وبسبب المسرحيين وتوجهاتهم ترك الجمهور المسرح كمتنفس أول لهم.

وقالت الفنانة بدور الساعي: الأعمال بعيدة عن المجتمع بالنسبة لي ولم تبنِ علاقة مع الجمهور والمشاهد الذي يحضر عروض المهرجانات، الفن من المجتمع والمجتمع منتعش طوال السنة فكيف نحن نخصص وقتاً معيناً لهذا الفن الذي له علاقة رسمية بالمجتمع.

وبالنسبة للعروض الكوميدية فالفنان الإماراتي المسرحي اعتاد على نظام المهرجانات وأصبح كسولاً للذهاب إلى الناس مثل الطالب الذي اعتاد الغياب ويواجه صعوبة في الذهاب إلى المدرسة.

إنتاج وميزانية

ومن جهته، قال الفنان وأمين سر مسرح الشباب للفنون حسن يوسف، إن عدم وجود منتجين للمسرح يؤدي للركود المسرحي، إضافة لعدم وجود نجوم يعتمد عليهم الشباك فالأغلب هم مشاهير، إضافة إلى أن أغلب العروض المسرحية تصمم من أجل المهرجانات وأغلبها نخبوية وغير مقبولة لدى البعض.

كما أن المسارح ليس لديها سياسة الإنتاج وميزانية لعروض طوال العام، والجمهور يفضل العروض الكوميدية أو العروض التي تحتوي على استعراض وموسيقى وإبهار، وهذه العروض التي يكون فيها دخل مادي جيد وإقبال من الجمهور.

Email