«دار القرآن الصابونية» في دمشق.. معلم حضاري عمره 560 عاماً

مدرسة من العصر المملوكي تعكس الثراء الحضاري للعاصمة السورية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يلفت نظر الزائر في الطريق الواصل ما بين باب الجابية وباب مصلى في دمشق، كثرة الجوامع والمدارس الدينية التي يعود تاريخها لمئات السنين.

إلا أنه سرعان ما يعتبر أن هذا الأمر يعد طبيعياً إذا علم أن هذا الطريق مكاناً لتجمع القوافل من طشقند والأناضول وبخارى ومناطق أخرى في آسيا، وهم في طريقهم لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة.

ومن هذه المعالم الأثرية التي تعكس حضارة دمشق القديمة كانت المدرسة الصابونية أو ما تعرف باسم (دار القرآن الصابونية) التي يزيد عمرها على 560 عاماً، حيث تعتبر هذه المدرسة من أجمل المدارس في العهد المملوكي، والتي تميزت بانتشار أوقافها ما بين سوريا ولبنان.

وقال إمام جامع الصابونية، الشيخ إبراهيم علاوي لـ«البيان»: «إن دار القرآن الصابونية، بناها القاضي الخواجا أحمد الشهابي بن علم الدين أبا سليمان بن محمد البكري الدمشقي المعروف بالصابوني المتوفي سنة 873 هـ». ولفت إلى أنها «تقع جنوب باب الجابية وهي خارج سور دمشق القديمة».

وأكد علاوي بأنه «تم البدء بعمارتها 863 هـ وانتهت 868 هـ في العهد المملوكي، حيث تعتبر من أجمل المدارس في تلك الفترة».

وتوزعت أوقاف المدرسة، وفقاً للمصادر التاريخية، بأراضٍ في كل من قرى تراحيم والصويرة والقرعون في البقاع اللبناني، وقرية كحيل في حوران، وقرى في محيط دمشق منها السبينة وجرمانا والوادي التحتاني وعين ترما وسقبا حمورية وبرزة وجوبر والنيرب الفوقاني والمزة كفرسوسة.

كما شملت أوقاف المدرسة 10 محال تجارية في دمشق منها موجود في سوق الحميدية وخان الحرمين وغيرها.

تتميز المدرسة بواجهتها البديعة ذات الألوان المتناوبة بين الأسود والأبيض والأصفر، والتي تتضمن بوابة مرتفعة مزخرفة ومترفة بالمقرنصات يتخللها باب صغير.

كما يتخلل الواجهة 4 نوافذ ومجموعتين من الحشوات المؤطّرة، كل مجموعة منهما في طرف، وتتألف هذه المجموعة من حشوتين مستديرتين مزررتين بينهما حشوة مربعة سهمية الزخارف.

Email