يعرض بموسمه السادس على قناة دبي في رمضان

عوض بن حاسوم: «بصمات» غني بمحتواه التاريخي ويواكب احتياجات الشباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتنقل بالمشاهد بين دفات كتب التاريخ والحضارات والفتوحات الإسلامية، والإشعاعات الثقافية من كل بلدان العالم، مختزلاً إياها في قصص قصيرة مشوقة وقريبة إلى القلب والعقل. 

هكذا هي حال الإعلامي والمؤرخ والكاتب، عوض بن حاسوم الدرمكي، في البرنامج التلفزيوني التاريخي المعرفي «بصمات»، الذي يعرض على قناة تلفزيون دبي، إذ يسلط الضوء على التاريخ العربي والإسلامي، للتعريف بأهم أحداثه ومنعطفاته وأشخاصه، مع محاولة تقديم قراءة جديدة للأحداث للظفر بدروس مستفادة، تصلح أن تكون علائم لفهم مجريات الأيام، والتنبؤ بردود الفعل للطبيعة البشرية غير المتغيرة، وذلك في قالب طرح يحفز المشاهد على متابعة فصول البرنامج وحلقاته، متمعناً معه بأدق التفاصيل حتى النهاية.

عناصر تشويق

حرص عوض بن حاسوم الدرمكي على أن يكون البرنامج في موسمه السادس مشتملاً على عناصر تشويق وإغناء عديدة وجديدة، سواء من حيث المحتوى، أو القالب البصري، أو طريقة التصوير، التي جاءت أقرب إلى تصوير برامج «سناب تشات» و«إنستغرام».

محاور مختلفة

وخلال الموسم الجاري لـ«بصمات» تم إجراء تعديلات جذرية، ليتلاءم البرنامج وأذواق مختلف الفئات العمرية، مع إضفاء تجربة مشاهدة عملية وممتعة بصرياً ومثرية معلوماتياً، فضلاً عن التنوع اللافت في نوعية المواضيع المطروحة، ليصبح التاريخ في الأغلب عاملاً مساعداً فقط لفكرة الحلقة ومضمونها ودوره رفد الحلقة بقصص تؤيد تلك الفكرة. وعلى سبيل المثال، تم تقسيم الحلقات بناء على محاورها المختلفة، لتتراوح بين حلقات يتم خلالها التعريف بالمدن التي يتم زيارتها، وأخرى تناقش مواضيع التنمية البشرية وتطوير الذات، أو تبث ردوداً علمية على شبهات المستشرقين، وأخرى تعرف بحقيقة الباطنيين الذين يحاول الغرب الترويج لهم، وأخيراً مواضيع تدرج ضمن «مواضيع الساعة»، بحيث يتشعب النقاش بشأنها. 

 جرعات 

وفي معرض حديثه عن البرنامج بموسمه السادس، قال عوض بن حاسوم الدرمكي لـ«البيان»: «حاولت زيادة جرعات الإثراء البصري، وكذلك تقسيم الأفكار الرئيسية لكل حلقة إلى أقسام عدة، ليسهل التركيز عليها من قبل المشاهد، وبحيث تبعده عن الملل والرتابة والأسلوب التلقيني أو السردي البحت».

تاريخ وعلوم

وحول المحتوى الخاص بالموسم الجديد، أكد الدرمكي أن التاريخ مرتكز مهم جداً، وفي بطونه كثير من العلوم الأخرى الخاصة بمسار البشرية وتقلباتها. وأضاف: «لذا كان من الأهمية بمكان أن يبقى هناك حديث عن بعض المراحل التاريخية المفصلية، وفي هذا الموسم أدخلت مواضيع أخرى لها علاقة بالتنمية البشرية، وتطوير الذات، وهي مواضيع تهم الناشئة والأجيال الشابة، وتثير فضولهم، وقد بدأت مؤخراً تظهر العديد من القنوات والمواضيع المتعلقة بهذا الشأن، ولها متابعوها ومحبوها، لذا كان من الجيد أن نضيفها للعمل في هذا الموسم، بالإضافة إلى حلقات تم تخصيصها لتفنيد أكاذيب وشبهات المستشرقين تجاه حضارتنا ورموزها».

 وعن الأماكن التي اختارها لتصوير حلقات «بصمات»، قال الدرمكي: «كان المؤمَّل أن يتم التصوير في بلد عربي، ولكن للأسف لم تتوفر الظروف المناسبة للتصوير، لذا كان الاتجاه للقرى والبلدات الإسبانية غير المعروفة، والتي لها صلة وثيقة بالإرث العربي والإسلامي هناك».

 الوقوف على التفاصيل

 وذكر عوض بن حاسوم الدرمكي بخصوص إعداد البرنامج ومن يساعده في التجهيز لمضامين الحلقات، أنه يعشق الوقوف على كل التفاصيل المتعلقة بالبرامج، بدءاً من الفكرة والإعداد وترتيب الأفكار والحلقات، وانتهاء بكل ما يتعلق بتفاصيلها، موضحاً أن ذلك ليس تشكيكاً في قدرات الآخرين، بقدر ما هو عشق منه لمعرفة المصادر، التي تؤخذ منها المعلومات، وما هي الكتب والنشرات، التي أشارت إلى تفصيلة معينة، أو نبّهت إلى استثناء لم يكن قد سبق، وتم الانتباه له، فهو يرى أن تلك الأمور لن يصل إليها إنسان اتكل على غيره.

 تحديات التصوير

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهته أثناء تصوير البرنامج، أشار الدرمكي إلى أن أبرزها كان البرودة الشديدة في بعض الأماكن المرتفعة، فأحياناً كانت درجات الحرارة أثناء التصوير تصل إلى 4 تحت الصفر على الرغم من وجود الشمس الساطعة في السماء، ذلك في مفارقة غريبة، كما يقول، بالإضافة إلى معاناته من الرياح الشديدة بعض الأحيان، والتي كانت تؤثر في جودة الصوت أثناء التصوير، أو السطوع الشديد للشمس، والذي كان أيضاً بدوره يؤثر في نوعية الصورة، ويعرقل عمليات التصوير.

Email