قلعة حلب.. من تداعيات الحرب إلى تبعات الزلزال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«لا وقتَ لالتقاط الأنفاس».. هذه هي حال قلعة حلب التاريخية، بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير الماضي، وتسبب بأضرار جسيمة في هذا المعلم التاريخي الذي يعود إلى العصور الوسطى.

يأتي الزلزال ولم يمضِ زمن طويل على إعادة افتتاح القلعة بعد ترميمها وفتح أبوابها بعد سنوات من المعاناة خلال الحرب السورية، التي ألحقت أضراراً جسيمة بها بين عامي 2011–2016، الأمر الذي دفع «اليونسكو» إلى تسجيلها من بين ستة مواقع أثرية سورية على قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر.

 

تاريخ 

وقلعة حلب إحدى أقدم وأكبر القلاع في العالم، وحسب الدراسات، يعود استخدام التل الذي بنيت عليه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد توالت عليها بعد ذلك حضارات عديدة، بدءاً من الإغريق والبيزنطيين، وصولاً إلى المماليك والأيوبيين.

ووفقاً للباحثين، فإن أول من بنى القلعة «سلوقس نيكاتور» مؤسس السلالة السورية السلوقية، وأضاف كسرى ملك فارس بعض المواضع إليها، ورمم أسوارها، وعندما أخذها سيف الدولة الحمداني (944- 967) رمم أسوارها وحصنها، وكذلك فعل ابنه سعد الدولة، وسكنها وجعلها دار إقامة له قبل أن يخربها الروم عند استيلائهم عليها.

لم تنجُ حلب التي تمتلك تاريخاً طويلاً من المعاناة جراء الحروب من الزلازل، ويعد الزلزال الذي ضرب المدينة عام 1138 رابع أخطر زلزال في التاريخ، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وتسبب بسقوط أكثر من 230 ألف ضحية.

 

أضرار 

 

«البيان» التقت الدكتور صخر علبي، مدير آثار حلب، للتعرف على الأضرار التي لحقت بالقلعة ومواقع المدينة الأثرية الأخرى نتيجة الزلزال، فقال: إن «معظم الأضرار قديمة العهد نسبياً، ثم جاءت الحرب وفاقمت من أمرها، ثم جاء الزلزال الأخير ليزيد الطين بلة».

وأضاف: «تفاوتت الأضرار في درجة خطورتها، أهمها التشققات في مدخل القلعة وفي أسوارها العلوية، حيث سقطت أجزاء من الأسوار الدفاعية، إضافة إلى تصدعات وخلع في مئذنة الجامع الأيوبي، والثكنة المصرية والطاحونة العثمانية».

مبنى المتحف تضرر كثيراً أيام الحرب، كونه كان نقطة تماس، حسب الدكتور علبي، الذي تابع: «لم نكد نرمم قسماً منه حتى تتالت الأضرار التي جاءت بفعل الزلزال، وقد تضرر المدخل الرئيس، إضافة إلى أضرار لحقت بالجملة الإنشائية، وخاصة في الطابق الأخير، يضاف إلى ذلك تهشم العديد من القطع الأثرية التي كانت معروضة في خزن العرض في الطابق الأرضي من المتحف».

 

مشكلة متفاقمة

 

وبالنسبة للأسواق التاريخية التي دمرتها الحرب بنسب متفاوتة، قال علبي: «جاء الزلزال ليفاقم المشكلة، وتسبب بانهيارات في الأسواق التي تنتظر الترميم أو إعادة الإعمار، كما طالت آثار الزلزال بعض الأسواق المرممة حديثاً».

وفي ما يخص الأضرار في المواقع الأثرية الأخرى في مناطق الزلزال، أوضح علبي أنه لا يملك معلومات دقيقة، لكن التقارير المتوفرة تشير إلى أضرار في المواقع الأثرية المنتشرة في المنطقة، من بينها قلعة المرقب ومحيط قلعة القدموس ومتحف طرطوس وبرج أم حواش بصافيتا.

وحول زيارة وفد منظمة «اليونسكو» إلى المدينة، والتي جاءت بعد غياب لليونسكو طيلة فترة الحرب وما تلاها، قال علبي: «إن مهمة الوفد اقتصرت على الاطلاع على نحو مكثف على الوضع الراهن للمدينة، ورصد تبعات الزلزال. وقد تم خلال ذلك تفقد القلعة ومحيطها، والأسواق، وبعض الأحياء السكنية ضمن المدينة القديمة، وكذلك العديد من الدور السكنية، والأبنية الدينية، ويتم حالياً متابعة العمل مع الفريق بعد مغادرته عن طريق وزارة الثقافة والمدير العام للآثار والمتاحف».

Email