4 نساء كافأن والدتهن بجعلها صاحبة مشروع متميز

«مطبخ أمي ».. حكاية نجاح منسوجة بالحب والعرفان

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت 4 بنات حلم والدتهن بتأسيس مشروع «مطبخ أمي» في الإمارات، والذي حققت عبره نجاحات لافتة، حيث أردنه بمثابة إعراب عن تقديرهن لجهودها وفرصة لرد الجميل لها، وذلك كما أكدن لـ «البيان»، حيث إن مسيرة عطائها امتدت 3 عقود وحفلت بالجد والمواظبة، إذ عملت داخل البيت وخارجه واجتهدت فحرصت على راحتهن ودراستهن حتى تخرجن. وبينت فاطمة وسارة وأميرة ومريم، في حديثهن حول هذه المبادرة، أنهن قمن بها تثميناً منهن لوقفة والدتهن، موضحات أنهن استلهمن في هذه اللفتة مرتكزات جذور ثقافتهن الأصيلة ونبض وروح الوفاء والمحبة والخير والعرفان في مجتمع الإمارات الذي يعشن فيه.

عام 1968 هو بداية الخير على حد تعبير الأخوات في حديثهن لـ«البيان»، فهو العام الذي ولدت فيه والدتهن، حيث وضعن تاريخ ميلادها على شعار المشروع، وتأتي بداية القصة عندما فقدت عملها، بعد مرور 30 عاماً، فوقفت بناتها الأربع وقفة «جدعنة» مع والدتهن، فكيف لا وهي الأم المصرية المعروفة بالتربية القوية، والحرص على مصلحة الأبناء، والتي أعطت الكثير من جهدها ومالها لدراستهن وتربيتهن، إضافة إلى مهارتها في الطبخ المصري، الذي تصنعه بحب من أجل أبنائها.

30 عاماً

«البيان» التقت الأخوات للحديث عن قصة مشروع «مطبخ أمي» وجميعهن من مواليد الإمارات درسن في مدارسها وجامعاتها وتزوجن فيها وجميعهن يعملن، وتحدثن بكل حماس عند سؤالهن عن المشروع، حيث تقول فاطمة محمد أحمد، وهي حاصلة على بكالوريوس علوم كيمياء من جامعة الإمارات، وماجستير في الجودة: تعودت أمي على العمل لمدة 30 عاماً، وقد سبب الاستغناء عن خدماتها قلقاً وضغطاً نفسياً لها، فهي لا تعرف في الحياة غير الطبخ لنا، والتوجه إلى العمل يومياً، وأصبحت حالتها النفسية الشغل الشاغل لنا، فاقترحنا عليها بأن تطبخ أكلاتها اللذيذة، ونحن سنقوم بالباقي حتى لا تشعر بأنها عالة علينا، وكان دوري في المشروع هو إحضار المواد الغذائية ومستلزمات المطبخ، ومساعدتها في إعداد الأطباق.

وتتابع سارة الحديث وهي الحاصلة على بكالوريوس علوم ‏جيولوجيا بترولية من جامعة الإمارات، وماجستير في الجودة: «كان من الصعب في البداية العمل من خلال محل، فقمنا باستخراج رخصة «ريادة» من دائرة التنمية الاقتصادية بعجمان، وهي رخصة منزلية تعطى للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتم العمل من المنزل ريثما يتطور المشروع، ونتوسع لعمل محل، وأطلقنا عليه «مطبخ أمي»، ونقدم فيه الكشري والمحاشي والفتة والأكلات الشعبية المصرية، وكان دوري في المشروع التسويق، حيث أحاول التواصل مع مسؤولي مهرجانات الأطعمة والفعاليات، لأجد مكاناً لمشروع أمي».

جودة

وتشير أميرة أحمد إلى دورها المهم في توزيع العمل واستلام الطلبات وترتيب الأكل، وهي حاصلة على بكالوريوس نظم معلومات جغرافية من جامعة الإمارات، وماجستير في الجودة: «نحافظ على جودة الأكل من خلال استخدام صحون تحافظ على حرارة الأكل»، وتتابع مريم الحاصلة على إجازة هندسة معمارية من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا: «نحاول ألا نرهق أمي في الطبخ، لذلك لا نأخذ أكثر من 20 طلبية في اليوم حتى نستطيع توصيلها، فنحن من نوصل الطلبيات بأنفسنا، لنتأكد من وصول الأكل ساخناً ونظيفاً كالذي نأكله من يدها في المنزل، ونتطلع مستقبلاً بأن يكون لدينا فرع في كل إمارة».

Email