«جامع أعقاب السجائر» سرد شائق وأحداث تخوض في أعماق النفس الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تشير رواية «جامع أعقاب السجائر»، للروائي اللبناني منير الحايك، إلى أنّ الإبداع والتميز ليس في الموضوع المُحرم والغريب، بل بالأدب الهادف، الذي يلتزم بقضايا الأمة، ولا ينفصل عن هموم الإنسان المعاصر، بل يجمعهما معاً بتقنيات أدبية، فيبلغ بموضوعه وأسلوبه منزلة رفيعة. وتخوض الرواية عبر أحداثها في أعماق النفس الإنسانية وعوالمها.

«جامع أعقاب السجائر»، هي الرواية الرابعة في سلسلة روايات الحايك، وقد صدرت في طبعتها الأولى في يونيو 2022، وجاءت في نحو (173) صفحة من السرد الشائق والأحداث المتلاحقة والإيقاع السريع.

 لعلّ عنوان الرواية هو أول ما يستوقف القارئ فيها، فهو يحمل دلالات متعددة، ويوحي بمعانٍ متنوعة، كما يثير في ذهن القارئ تساؤلات كثيرة حول المغزى الذي يومئ الكاتب إليه من خلال هذا العنوان.

 تدور أحداث الرواية حول شخصية الجد (مصطفى)، التي يرويها أحد أبنائه، من خلال رسائل يتبادلها مع ابنة أخت له تعيش في المغترب، وتقرر أن تكتب مسيرة جدها وقصة حياته، لإلقاء الأضواء على الأعمال البطولية التي قام بها، فتتواصل مع خالها عبر البريد الإلكتروني، لتحقيق هذه الغاية. 

 فأخذ الخال في سرد قصة أبيه، مستنداً إلى عدد من الرسائل التي كان محتفظاً بها "غالبية الرسائل الموَقَّعة من أصدقاء المراسَلة، كان مصطفى يلفّها ويجمعها مع سابقاتها في رزمةٍ، يربطها بخيط صوفٍ أبيض، تحوّل إلى رماديّ، ثم يضعها في علبة كرتونية، فالخطوط واللوغو قد محاها الزمن، أمّا المكتوب بخطّ يده، فما زال مقروءاً، رسائل أصدقاء المراسلة، وهي في معظمها رسائل تحمل تعابير شائعة عن الصداقة وأهميتها، وعن المسافات التي لا تعني شيئاً عندما تجتمع القلوب والعقول، إلى ما هنالك من أحاديث حول الهوايات والإنجازات.

تطرح رواية جامع أعقاب السجائر، مفهوماً متميزاً للبطولة، يختلف عن المفهومات السائدة والمعروفة للبطل، التي تجعله متصفاً بصفات خارقة أو غير منطقية، وأقرب إلى الخيال، وتخوض في أعماق النفس الإنسانية، لتبحث في ثنائية الخير والشر فيها.

Email