«الأم».. قصيدة وقصة ومعجم

سيف السعدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفي دولة الإمارات بـ«يوم الأم العالمي»، الذي يوافق 21 مارس من كل عام، ويشكل مناسبة سنوية يتم فيها تسليط الضوء على الأم ودورها في المجتمع وتنشئة الأجيال. ويحظى يوم الأم باهتمام كبير من الجهات المحلية والرسمية وعامة الناس أيضاً إذ تكثر الزهور والهدايا للتعبير عن حب «ست الحبايب»، وتحظى الأمومة بشكل عام في الإمارات بتقدير رسمي وشعبي كبير وتتوافر للأم والمرأة بشكل عام في الدولة أوجه الدعم والنجاح كافة في مختلف المجالات، ويولي المجال الأدبي بشكل عام والأدب الاماراتي بشكل خاص الأم اهتماماً كبيراً، إذ هناك الكثير من الأشعار والروايات والقصص والكتب التي تتمحور حول «الأم» ودورها في الحياة.

حب وحنان

وفي هذا السياق، يقول الشاعر الإماراتي سيف السعدي: الأم لا تفيها الكلمات حقها، فالأم قصيدة، هي القصيدة العصماء الحاضرة في شعره ووجدانه ووجدان كل شخص يشعر بالحب والحنان والامتنان، وإنها دائماً ما كانت حاضرة في قصائده ولا يمكن لشاعر مرهف الإحساس إلا أن يكتب عن الأم، فهي أصل الحب ومنبعه، وأجمل قصيدة يمكن أن تكتب وأروع ما يمكن أن يقال. وأشار إلى أن أعظم الشعراء وأكثرهم حكمة وأشهرهم أيضاً كلهم كتبوا عن الأم بشكل رائع ومعبر ومرهف، ومنهم شعراء عرب عمالقة ومن بينهم أيضاً أشهر شعراء الساحة المحلية، سواء كانت قصائد بالفصحى أو بالعامية والشعر النبطي، وهناك قصائد عديدة تم غناؤها وباتت من أشهر الأغاني التي تعبر عن محبة الأم ومكانتها لا في يوم واحد فقط وإنما بشكل دائم وفي كل وقت.

 

محبة وتقدير

من جهتها، أشارت الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني إلى أن الأم تستحق كل المحبة والتقدير ويوم واحد لا يكفيها ولا يفيها حقها، فالأم عيد في كل لحظة وساعة ويوم، وتستحق أن يكون يوم مخصص لها يتم الاحتفال به على صعيد عالمي وتستحق الكثير الكثير. وأكدت أنها في رواياتها التي تكتبها للأطفال دائماً ما تحرص على وجود الأم وذكر دورها وأهميتها، وذلك لتحث النشء على التقدير الدائم لدور الأم، ولفتت إلى ضرورة التعبير لهم عن أهمية الأم في حياتهم ودورها في تنشئتهم وجعلهم رجالاً وسيدات المستقبل، فالنجاح يبدأ وينتهي من عندها. وقالت الكاتبة الإماراتية مريم البلوشي: «الأم في الأدب الإماراتي أو حتى العالمي، روح أي قصة إن أنصفناها في التعبير، هي الرمزية في الصمود، والتضحيات، والتحمل، وفي إدارة المسؤوليات هي ربان الأزمات وطوق النجاة، وهي سدرة البيت وظلها، ونحن هنا في قصص الإمارات نجد أن قوة الأم في إخراج الجيل الأول كانت سبباً في تأسيس الوطن، حتى إذا ما كتبها الأدباء والشعراء وصفوها بالمرأة الحكيمة، والسياسية، والمدبرة، والفنانة وهي منبع الحب والحنان رغم قسوة ما قد تمر به».

لؤلؤة

وأضافت البلوشي: «كانت ولا تزال الأم حاضرة في كل قصص البيوت الإماراتية، في كل مناسبة وفعالية، في كتب الأدباء وقصائد الشعراء، ولا تزال اللؤلؤة الموصوفة بالدانة التي ينشدها النهام، هي تعابير غير منتهية، وتشبيهات فريدة، وفي أدبنا لا تزال الشاعرات حاضرات، ولا يزال الجيل الأول من رواد الأدب يعكس تطور القلم الإماراتي عبر ما كتبوا ويكتبون في كل يوم ستبقى الأم الإماراتية معجماً لا ينضب لأقلام الكتاب».

Email