اليوم العالمي للشعر.. احتفاء بقوة الكلمة وبلاغة المعنى

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفي العالم 21 من مارس في كل عام باليوم العالمي للشعر، الذي اعتمدته اليونيسكو في 1999، احتفاء بالكلمة الشعرية، باعتبار الشعر أحد الأجناس الأدبية التي تحظى بشعبية عالمية، نظراً لتأثير القصيدة بما تحمله من معان عميقة، وقوة تأثير، وإبداع في تطويع الكلمة والألفاظ، وجمال التشبيه والاستعارات، من هذا المنطلق حظي الشعر باهتمام واسع لدى المستمع والمتلقي الذي وجد فيه ملاذاً ومتعة، يستمتع بالكلمة المقروءة والمسموعة، وانعكاساً لما عجز المتلقي عن التعبير عنه.

وفي هذه المناسبة يقول الشاعر الإماراتي عبدالله الهدية الشحي: «إن الشعر هذا النهر المتجدد بعذوبته وذا البحر المضطرب عبابه بريح صرصرة تمرده وبشذا رياحه الموسمية حين تباغت فصول البدء وشهور اللامنتهى، هو بذات الزمن الموكب السامي المهاب بجلالته إنه السحر الحلال والرشفة التي تروي الظمآن.. وهو الثابت والمتحول، والمعقول وغير المعقول، وهو الخيال الذي يجعل الكذب واقعاً عذباً، كما قال الشاعر الكبير نزار قباني: «تخيلت حتى رأيت العطور تُرى ويشم اهتزاز الصدى»، هذا هو الشعر بكل حالاته الوطنية والعالمية فكيف إذا كان عربي المذاق والذائقة والهوى والجوى والجمال والسؤال، أصيل متأصل بين الحنايا حديث يسكن الوجدان ويسمو بالرؤى فهو الآتي من وادي عبقر العربي وجوداً وخيالاً كيف لا وقد قال الإمام الشافعي: «أهل العربيّة هم جنّ الإنس، يبصرون ما لا يُبصر غيرهم». ويضيف: لأن العربية هي وعاؤه لغة وأدباً فهو أسمى درجات المنطق والمعادلات الرياضية حيناً كما قال محمود محمد شاكر: «علَّمني كتابُ سيبويهِ يومئذٍ أن اللغة هي الوجه الآخر للرياضيات العُليا». هذا هو الشعر ليس في يومه العالمي فحسب بكل في كل آنٍ وحين.

أهمية

بدوره، يقول محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة: «نحتفل باليوم العالمي للشعر لنقول: إن الشعر العربي هو هويتنا الخالدة وتاريخنا العظيم الذي يحافظ على لغتنا ورموزنا العربية، ليبقى هذا الشعر حاضراً في حياتنا، كونه يهذب النفس ويخرج الروح من الرتابة والكآبة إلى السعة والرحابة، فالشعر يعيش معنا في مناسباتنا الوطنية والاجتماعية والدينية وغيرها، وبه نجد لأحاسيسنا لساناً عربياً مبيناً، وهذا الاحتفال الذي يتمثل في العديد من الفعاليات الشعرية، يسلط الضوء على هذه الأهمية، ويحفز الذائقة العربية على الحضور، مثلما يحفز الشعراء على الدخول في مناخ شعري يفجرون فيه طاقاتهم الإبداعية، ويقتربون من منابع اللغة العربية ليستخرجوا منها درراً شعرية فريدة تبقي جذوة الشعر متقدة، وتتواصل الأجيال مع تاريخها، ولا تنقطع عنه، حتى تترسخ الهوية في حياتهم».

Email