«بداية» في دبي..لوحات معلقة تروي قصص الحنين والشغف

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بألوان وتعابير فنية مستقاة من ثقافات الشرق والغرب، تروي اللوحات المعلقة في معرض ثنائي بنخلة جميرا قصص رحلة من حنين وشغف، حنين فنان لبناني إيطالي إلى عالم غادره وعاد إليه أخيراً، وافتتان رسامة ألمانية بثقافات الشرق وجمالها الروحي، ليأتي معرض «بداية» الذي يفتتح به غاليري جو مفرج بدبي أول معارضه، وسط عدد متزايد من المعارض المتناثرة التي تضفي على مشهد المدينة حلة من الزخارف والتلاوين.

فكرة

في وصفه للمعرض، قال الفنان التشكيلي، علي حسون، الذي انتقل للإقامة في دبي أخيراً: «إن الفكرة التي راودتني في مشروع إنجاز هذا المعرض هي توليفة تصويرية لأعمالي التي أنجزتها حتى الآن، ونقطة وصل بين الشرق والغرب، خصوصاً أن دبي باتت مركزاً للفكرة المستقبلية للعيش المشترك والإنجازات المختلفة بين الشعوب». كان قد عكس انطباعاته الأولى عن دبي في لوحة لشارع الشيخ زايد، مظهراً من خلالها إعجابه بالتطور العمراني الذي شهدته المدينة، لكن القسم الأكبر من أعمال المعرض عبارة عن لوحات زيتية بأحجام كبيرة تظهر إبداعه في رسم الوجوه بتركيز على وجوه السينما الإيطالية والعربية التي أبدعت في الفن والأدب والموسيقى.

وتستحضر وجوه لوحات الفنان التشكيلي، علي حسون، بوسترات أفلام العصر الذهبي للسينما، لكنه يأبى إبقاءها على ما هي عليه، بتلك الواقعية الفائقة، مدخلاً عناصر مفاهيمية عبر حركة أو لباس أو رمزيات أخرى، لتسرد قصصها بهدف الإدهاش أو الصدمة أو حتى المزاح. وكان حسون يرغب في الخروج بأفكار تحاكي الواقعية الإيطالية التي أبدعها المخرج فيلليني في السينما، ولكن بعناصر جديدة من الواقعية السحرية، لهذا تبدو لوحاته مشرقة مسلية، وهو غالباً ما يعمد إلى بث الحياة فيها عبر تضمين عناصر من حقبات تاريخية مختلفة أو من فن البوب والسريالية، مستحضراً أيضاً من أصوله العربية الخط العربي والأرابسك على سبيل الزينة والزخرفة والدلالة.

يعد «بداية» المعرض الأول للفنان في دبي، ويمثل تتويجاً لرحلاته بين الشرق والغرب، إذ يجمع بين ثناياه هويات متعددة، من الثقافات الغربية والعربية والافريقية. كان قد تشرب الفن في لبنان، وأكمل دراسته في أكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا، ثم أتاحت له إقامته الطويلة في إيطاليا لأكثر من 35 عاماً فرصة التعمق في تاريخ الفن. كما تأثر بأفريقيا في بداية حياته الفنية إثر زيارة عائلية إلى الغابون ولاحقاً بالأرابسك والجداريات الهندسية الإسلامية في مدينة فاس المغربية. عُرضت أعماله في معارض بأوروبا والعالم وتمت دعوته أخيراً للمشاركة في مشاريع المتاحف في إيطاليا.

جمال

وإلى جانب لوحاته، تظهر أعمال الرسامة الألمانية أنيكا جيجل، التي انتقلت أخيراً إلى دبي. لوحاتها الزيتية تحتفي بحبها لثقافات العالم الجنوبي مع تركيز على أفريقيا والشرق، وتعد شهادة على جمال الحياة بألوانها النابضة وأنماطها الجريئة. وغالباً ما تضفي الفنانة عليها عناصر متكررة وأساسية، أبرزها المرايا التي تمنح العمل بنية وعمقاً، مع لمسة ساحرة بتأثير مربك على المشاهد.

Email