تصاميم فنية في دبي جوهرها الاستدامة والابتكار

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل التصاميم الفنية الحديثة القائمة على التراث والحرف اليدوية في دبي، مساراً متنامياً في قطاعات الصناعات الثقافية والإبداعية تحت مظلة الاستدامة والابتكار من وحي البيئة المحلية وموروثها الشعبي. وتعمل تلك التصاميم بدورها على التوثيق والتعريف بالتاريخ الحضاري لدولة الإمارات، عبر قوالب عصرية حديثة ذات رؤى عالمية التأثير، وبمحتوى استثنائي قائم على الممارسات الفنية.

وفي السياق تقول هند بن دميثان، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «همزة وصل» للاستشارات الإبداعية: إن التصاميم الفنون التراثية والحرف اليدوية في دبي تعد أساساً قوياً لتعزيز مساهمة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز حضور ومكانة الإمارات كوجهة عالمية تستقطب الخبرات والمواهب الإبداعية، وتمكنها من إنتاج محتوى تشكيلي وفني ضمن مجتمع دبي الإبداعي والثقافي الذي يؤمن أن العودة إلى الماضي هو في حقيقة الأمر انتصار للمستقبل، وحفاظاً على مكتسبات الحاضر.

وأوضحت ليسا باليتشغار نائبة مدير مركز «تشكيل» للفنون بدبي، أن هناك علاقة وطيدة بين أفكار التصميم والحلول العلمية لتنفيذها لتحقيق التوازن في مجال الإبداع والفنون والتي تبرز قدرة التصميم المبتكر على إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجتمعات والبيئة، بهدف إبراز الدور الحيوي المهم الذي يلعبه التفكير التصميمي في معالجة القضايا العالمية الملحّة.

وتضيف ليسا: يحتضن مركز «تشكيل» بدبي معارض وورش عمل للمشاركة في الممارسة الفنية، ودعم بناء القدرات وتعزيز أعداد الجماهير العاشقة للفن في دولة الإمارات العربية المتحدة.

خامات مستدامة

وعن فكرة التركيز على إبراز طابع الهوية المحلية ومفرداتها كجزء من ثقافة العمل الفني أكدت مصممة الديكور الداخلي خولة البلوشي أن العديد من أعمالها وممارساتها الفنية في الأصل مستوحاة من البيئة الطبيعية وثقافة دولة الإمارات والعناصر والأنماط المعمارية التقليدية الإماراتية، حيث تسعى إلى دمجها في تصاميمها المعاصرة مع التركيز على استخدام العمليات المستدامة والمواد الصديقة للبيئة لتحقيق ذلك، حيث يسعى عملها الأخير «تحت الغاف العود» والذي يبعث الحنين إلى التقاليد الماضية عبر الاحتفاء بهذه الشجرة العريقة، بينما تعني «العود» في اللهجة الإماراتية مجموعة أشجار الغاف التي تتجمع في بقعة واحدة.

وفيما يتعلق بماهية التصميم الصديق للبيئة والقادر على جذب الجمهور المتلقي لفكرة العمل واستخداماته العملية يقول الفنان والمصمم إبراهيم آسور: يجسد تصميمي لمقعد «كسيرية»، والمستوحى من البيئة الإماراتية مفهوم الاستدامة، وجوهر البساطة والأناقة فيما يرمز للوحدة والقوة والتآزر، واسمه جاء من ماهية شكل هيكله الخارجي هو نمط لامتناه يحمل كل جزء منه نفس الطابع الإحصائي ككل.

وحول أهمية دمج فكرة التصميم بخامات مستوحاة من البيئة المحلية تقول مصممة الأعمال الثلاثية الأبعاد هدى العيثان: لم يسبق أن تبنيت مفهوم الاستدامة في ممارساتي قبل أن يثير أحد الحرفيين المحليين اهتمامي بالسفيفة. وقررت حينئذ استكشاف مفهوم الاستدامة وتطبيقاتها الهادفة إلى المحافظة على المجتمعات، بالإضافة إلى صون ممارساتها الحرفية في القرن الحادي والعشرين عبر تصميم يحتفي بحرفة «السفيفة»، والتي تعني حياكة سعف النخيل، ويرمز التصميم ثلاثي الأبعاد للقطعة على شكل نسيج من المعدن والخوص والضوء إلى تخليد تاريخ الحرفة للمستقبل.

Email