منحوتات وتراكيب غنية برسائل إنسانية

«آرت دبي» يسدل الستار على دورته الـ16

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفردت الأعمال التركيبية والمنحوتات الفنية في النسخة الـ16 من معرض «آرت دبي»، الذي اختتمت فعالياته أمس، بقدرتها الديناميكية في إثارة فضول زوار المعرض حول التقنيات والخامات التي ابتكرها الفنان في تنفيذ مشروعة الفني، الذي هو في واقع الأمر انعكاس لتجربة إنسانية واجتماعية تتناول بين طياتها الواقع المرئي ومحاولة إعادة صياغته عبر الكثير من الصور الرمزية المتخفية في جمال تكوين متكامل.

مشبك

ومن أهم الأعمال التي احتفى المعرض بحضورها كان عمل «we can’t be the same» لطيبة بيجوم ليبي وهي فنانة بصرية من بنغلاديش. والعمل مكون من شفرات حلاقة من الفولاذ بمقاس 32 × 24.6 × 22 بوصة، حيث يكشف الفحص الدقيق عن أن أسطح العمل التركيبي الذي يأتي على هيئة مشبك ضخم للشعر ويتمتع بمرونة وديناميكية للحركة يتكون من شفرات حلاقة لامعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، مربوطة ببعضها البعض في شبكة مرنة مثل القماش. والجدير بالذكر أن أعمال الفنانة طيبة تسلط الضوء على القضايا النسوية المتعلقة بالتهميش والتحيز البنيوي، ومعالجة التناقضات المجتمعية.

لغة اليد

كما يتوسط صالة الفن المعاصر عمل آخر بعنوان «الآن وإلى الأبد»، وهو عمل جدير بالاهتمام كونه أحد أعمال الابن الخامس للممثل الراحل انطوني كوين، الفنان والنحات الإيطالي لورينزو كوين، الذي عرف بتجديداته التعبيرية لأيدي الإنسان، حيث قال في بيان العمل: «أردت نحت ما يُعتبر أصعب جزء من جسم الإنسان وأكثره تحدّياً من الناحية التقنية»، مضيفاً أنّ «لليد البشرية قوّة وقدرة عظيمة ـ قدرة على الحبّ والكره والإبداع والتدمير».

ومن المعروف أن الفنان لورينزو يمارس بشغف نحت الكثير من التراكيب الفنية ذات الصلة باليدين، لأنها وعلى حد تعبيره تشكل لغة عالمية، ويمكن التواصل مع الآخرين بمجرد تحريكها بطرق معينة.في حين يبحث العمل النحتي لمنفرد «site of the fall» للفنان الإيراني ريزا أراميش عن الاعتراف بالقواسم المشتركة للمعاناة الإنسانية بينما يخلد حدثاً أو فعلاً، كما يسميه أراميش، لموضوعات متمردة لم يتم تسميتها من قبل الفنان، ولكنها تمزج بين الجماليات الكلاسيكية وشخصيات مجهولة من اللحظة المعاصرة وترمز لضحايا الألم والمعاناة الإنسانية والاجتماعية.

حياكة

ومن جانب آخر يسلط المعرض الضوء على أعمال الفنان الكيني ديكنز أوتينو المتخصص في توظيف المنسوجات التي تبحث في قيمة الجمال الكامن في الأشياء من حولنا، لا سيما تلك التي يتم إهمالها والتخلص منها في كثير من الأحيان باعتبارها نفايات، لذلك يعمد إلى استخدام علب الألومنيوم بعد تمزيقها كخيوط يحيك بها منسوجاته، وهي عملية فنيّة مستوحاة من مشاهد الحياكة باستخدام المواد الطبيعية، مثل ورق البردي أو الرافيا أو النخيل، التي شهدها في حياته.

Email