تفردت المبدعة الإماراتية علياء العامري بشعرها لما تمتلك من مخزون مفردات قوية، ودرست القانون الذي وسع مداركها لتصبح شاعرة تكتب القصائد الاجتماعية الهادفة، فهي تصوغ القصائد الوطنية والاجتماعية ذات المفردات العميقة، والتي وجدت طريقها إلى التلحين والإنشاد بأصوات المطربين.
بيئة الإبداع
«البيان» التقت الشاعرة والإعلامية والناشطة الاجتماعية علياء العامري التي حدثتنا عن حضور وشعبية الشعر النبطي في الساحة الثقافية الإماراتية حالياً، وخصوصاً لدى الشباب، وقالت: ثمة أدوات عدة يتوجب توافرها لتتحقق معادلة تطور الشعر وارتقائه، وأهم هذه الأدوات ضرورة تسخير البيئة الحاضنة للإبداع في شتى المعارف، ودولة الإمارات ولله الحمد أصبحت القبلة الأولى لإبداعات الشباب الشعرية وتجارب النخب.
في ظل قيادة رشيدة داعمة بسخاء غير محدود للإنسان في شتى توجهاته وميوله الإبداعية، ويحظى الشباب بنصيب الأسد من الدعم والتمكين في منهجية قيادتنا الحكيمة، وتتنوع أمام الشاعر الإماراتي منصات التمكين سواء عبر حواضن المؤسسات الثقافية أو الضوء الإعلامي الذي تسخره البرامج التلفزيونية لإضاءة مسار المواهب الشابة.
المفردات الإماراتية
وعن نجاح القصيدة النبطية في مواكبة قضايا المجتمع قالت: أثبت الشاعر الإماراتي حضوره الفاعل ومواكبته قضاياه الوطنية والإقليمية والأحداث والمتغيرات المحيطة به.
وصدح بقصيدته فداءً لوطنه وللدين والعروبة، ولا شك في أن المفردة الأصيلة في القصيدة الإماراتية تمثل وتد خيمة الإبداع وطنب بيت القصيدة الوضاءة، بل أصبحت هذه المفردة العريقة تتردد كثيراً على لسان شعراء الخليج والوطن العربي، وتزين مفردتنا الإماراتية جنبات قصائد الآخر وترفع من جوهر اللغة البديعة.
وأكدت العامري أن للشاعر قضاياه وهمومه، وقالت: القصيدة هي المرصد والمجس الذي ألتقط به منغصات العالم، وحياة الإنسان محطات وتجارب يمر عبرها شريط الأحداث متسلسلاً بوقائعه ومشاهده، وتوثق القصيدة مجمل هذه الأحداث بعقدها الدرامية البيضاء والرمادية، وما لم يحمل الشاعر قضيته الإنسانية الخاصة فهو مدرج بذلك في صف الخطابة، وأصبح مقصى خارج سجل الإبداع الخالد، وذلك لأنه فقد رسالته وقضاياه وغيبها عن أوراق تجربته الكتابية الخاصة.
«عليا النوايف»
وعن ديوانها الأخير تقول: أنا شاعرة وناشطة اجتماعية، أقدم واجبي تجاه وطني وديني بما أمتلك من قدرات ذاتية على مستوى المعرفة والخطاب الإنساني المتزن، متسلحة بموهبتي الشعرية والمدركات الذهنية. وديواني (عليا النوايف) باكورة مسار من التجريب الزمني مع كتابة القصيدة، بدأ تشكل هذه التجربة قديماً منذ زمان النشر في الصحافة الورقية وانتقالاً إلى المنتديات الأدبية عبر شبكة الإنترنت.
وصولاً بالتجريب إلى مرحلة النشر والانتشار في منصات التواصل الاجتماعي، وأتناول في ديواني قصائد وطنية واجتماعية وذاتية، لأني أكتب في شتى مجالات الحياة، ولا شك في أن تنوع الطرح هو النحات الذي يحفر سمات الفرادة في جسد المضمون.
الكنز الأدبي
وعن كيفية توثيق علاقة الأجيال الجديدة بالشعر النبطي وضحت العامري أن مد جسرية التواصل بين الأجيال ديدن المنظومة الثقافية الرصينة، وقالت: نحن نمضي مقتدين بمقولة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه: «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل». وهذا أمر ينطبق على تواصل أجيال الشعراء بما يضمن استمرارهم في العطاء والجِدّة في الأطروحات والتجارب.
ولكي تتوثق علاقة الأجيال بالشعر النبطي يتوجب استحضار تجارب القدماء من الرواد، وتفصيل مكونات الإبداع في طياتها، من لغة وبلاغة وأفكارٍ رسمها كبارنا بألوان البيئة، مستحضرين أبعاد الوجود ومفردات المكان على امتداد الزمان، وأن نقدم الدراسات الأكاديمية الجادة بوفرة لتدارس مكونات تلك التجارب بلغة عصرية يتقبلها الجيل الحالي، محافظين على جدارية الأصالة والعراقة في هذا الكنز الأدبي المتوارث.
وأضافت: لكي يستمر الشعراء في تقديم الجديد والفريد لا بد من توافر دعمٍ مستدام يواكب حراكهم الأدبي، ولله الحمد، فالدعم حاضر ودولة الإمارات ولّادة بالمواهب سواء على مستوى الشعر أو على صعيد مختلف الآداب والفنون في ظل رعاية المؤسسات الحكومية لهم، وقبل ذلك فنحن نعيش في ظلال قادة حكماء، أغلبهم يقرضون القصيدة النبطية والفصحى، وهم يمثلون الجامعات التي يتشرب منها الأبناء أشعارهم ومعارفهم.
