«الشارقة النبطي».. شعراء يتغنون بالأوطان ويحتفون بالحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد قصر الثقافة في الشارقة ثاني أمسيات مهرجان الشارقة للشعر النبطي، والذي تعطر بقصائد شعراء هم: سعد العجمي «الكويت»، ودعيج خليفة «البحرين»، وعبدالله الذيابي «السعودية»، وأحمد الشكري «سلطنة عمان»، وشهد العبدولي «الإمارات»، وليم حسين «السودان»، ولونا العريقي «اليمن»، وقدم لها عبد العزيز البلوشي، بحضور عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وبطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وحشد كبير من محبي القصيدة النبطية. تبارى الشعراء المشاركون في تقديم روائع شعرية حافلة بالجمال والمعاني، حيث حلقوا في فضاءات الحب والغزل والحكمة، وتغنوا بالأوطان، في أجواء احتفالية بهيجة.

وكانت البداية مع الشاعر سعد العجمي الذي قدم باقة متنوعة من القصيد والشلة تفاعل معها الحضور كثيراً، خصوصاً أن الشاعر من الذين يعرفون كيف يخاطبون القلوب بدفق شعوري يلامس الوجدان.

وفي واحد من تلك النصوص التي ألقاها بعذوبة، تغنى الشاعر بالشارقة وما وصلت إليه من تطور في مجالات عدة ومنها الثقافة بشكل خاص، حيث يقول:

على العز يا قصر الثقافة نجي ونروح

يا حظ الضيوف اللي توافد على بابك

حوار شعري

وقدم الشاعر دعيج خليفة، إبداعات شعرية تجمع بين العمق والبساطة. وحشد في إحدى قصائده الكثير من المعاني السامية والقيم الرفيعة في وصف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ يقول:

يا القائد اللي هام شعبه كله

فيه وكذا هامو جميع الناس

أما الشاعر عبدالله الذيابي فقد جعل الأكف تلهب بالتصفيق، بفضل القصائد الجميلة التي قدمها في الأمسية، والتي تفاعل معها الجمهور كثيراً. وفي إحدى تلك القصائد التي ألقاها، يخاطب الشارقة الإمارة الجميلة بنص يحمل عنوان «ابتسم أنت في الشارقة»، يقول فيه:

على وجه الحقيقة والفخر والمجد والتمكين

شعاع الشارقة يسطع لنوره مجلس الحيرة

وكان الحضور على موعد مع الجزالة والرصانة والمفردات المنتقاة من القاموس الشعري القديم، من خلال القصائد البديعة التي ألقاها الشاعر أحمد الشكري، حيث تميزت نصوصه بالعمق الشديد والغوص في تناول المتغيرات الاجتماعية، وكذلك نلمح لديه تلك الالتفاتات الوديعة الحالمة في نصوصه الغزلية التي يقول في إحداها:

إلى من أرتجي دائما وصاله

ومن فرقاه جريت النحايب

أعيش الوقت من دون خسارة

وأموت بكل يوم ولا ني تايب

وكان العطر الشعري الأنثوي حاضراً في الأمسية من خلال مشاركة ثلاث شاعرات قدمن بوحاً شفيفاً لامس قلوب الحضور الذي تفاعل مع إبداعاتهن كثيراً. وفي إحدى القصائد التي ألقتها شهد العبدولي، إذ عملت على بث روح الإيجابية من خلال التحريض على البحث عن السعادة، والدعوة للتأمل والمثابرة والاجتهاد والتحلي بالإيمان العميق الذي هو المعنى الحقيقي للسعادة والفرح الإنساني، وتقول الشاعرة في إحدى قصائدها:

وقفت أبحث عن أسباب السعادة

لقيت إن الثقة بالله عاده

ومهما طال بعدي عن مرادي

أبحسب زرع جهدي بالإراده

معاني المحبة

وقدمت الشاعرة لونا العريقي، مشاركة رفيعة عبر قصائد تحتشد بالجمال والمعاني، وتتميز بالعمق، وفي إحدى قصائدها التي ألقتها حملت معاني المحبة في مديح صاحب السمو حاكم الشارقة، وتقول في القصيدة:

نشرنا في سماء الشارقة الأعلام والاقتار

رفعنا في جبين الشمس ما تخفي أيادينا

بينما نثرت الشاعرة ليم حسين مجموعة من القصائد، تنوعت بين النصوص الوطنية، وأخرى تغوص عميقاً في النفس البشرية، وأخرى في الغزل والحب، وهي القصائد التي وجدت تجاوباً كبيراً من الحضور.

وأنشدت الشاعرة ليم قصيدتها «أعظم تجربة»، فقالت فيها:

السر أعظم تجربة بين القلوب اليانعات

والصادق اللي قدر يكتم بصدره ما يبوح

4 دواوين شعرية

كما شهد ركن التواقيع في مساء ثاني أيام مهرجان الشارقة للشعر النبطي، في دورته السابعة عشرة، توقيع أربعة دواوين شعرية للنخبة من الشعراء من مختلف أقطار الوطن العربي، حيث تأتي هذه الإصدارات نحو تكوين مكتبة لهذا اللون الأدبي الزاخر بالإبداع، الذي جسد مختلف التوجهات الشعرية وتجمع بين الأصالة والحداثة، وتعكس الواقع وتحمل بين طياتها أشعار الحنين والتأمل، الوجدانية، الغزلية، الوطنية، الحياة، والقصائد الاجتماعية.

وقعت الشاعرة الإماراتية ناعمة بن ثالث «بنت جميرا» ديواناً بعنوان «زلال الود». ووقعت الشاعرة الإماراتية علياء العامري ديواناً بعنوان «عليا النوايف». ووقع الشاعر العراقي عبدالله العسّاف ديوانه الأول «باقة بوح».

ووقعت الشاعرة نادية الحرمول «عيون القصيد» ديواناً يحمل عنوان «تساقط».

Email