«بلسم الحياة»

كم دارت بوصلة الحياة حال السقوط، وكم بقينا نحاول الوقوف ومتابعة المسير دون حيرة أو سقوط جديد؛ كتاب (بلسم الحياة) يشفي العليل ويتوكأ عليه الضرير ليبصر النور من جديد في طرقات الحياة.

بعد الإهداء تخصص نجاة الحوسني إهداء خاصاً بعنوان (لروحه النقيّة الطاهرة) لروح أبيها الذي كان يحثها على النهاية من كتابها لكن أمر الله كان أسبق قبل نشره وبعد شكر المثبطين تتوجه للامتنان لربنا سبحانه ثم تقف عند (استفهام!) وكأنها تتوجه للفئة المستهدفة من الكتاب بتساؤلات؛ لتبدأ الكتاب بفصلها الأول (قدها وقدود) و«ضع بصمتك» ثم «جرّب شعور» تعداد النعم.

وبعد «رمم حياتك» تهديك الطريق إلى «مصباح علاء الدين» بالتأكيد ألا مستحيل ولكن المهم هو «هدف واقعي» وكتابة «الأجندة» لوضوح الرؤية والمتابعة لتتوقف عند «إما أن أنجح، وإما أن أنجح» بكلمات تحفيزية.

توصيك بتطوير نفسك في «أتقن حرث أرضك لتجني ثمراً طيباً» و «لا تسوِّف» مع التذكير «أنت متميز» ف «لا تستلم»، وبعد الوقوف عند «أناقة الفكر والروح» تذكرك أكثر «نحن نتألم لنتعلم»، وتوصيك في «ساهم في بناء من حولك»، وتأكد أن «فاقد الشيء يعطيه» لأن «غداً أجمل بإذن الله»؛ ف «صفِّ ذهنك» و«آمن بذاتك»؛ لتتوقف عند «لا تنكسر» ثم توصيك بالعمل فأنت «تستحق الأفضل»، ولا تغفل عن تقدير القليل من الإنجاز والأيام التي صنعتنا وتأمل السكينة والراحة أكثر في الوجود ما يطهر نفسك للإخلاص أكثر؛ ف«تعرّف على نفسك أكثر»، و «لا تخن عهدك بك».

ثم يأتي فصلها الثاني (يا رفيقي): «لمن يهمه الأمر»؛ «خذ بيدي» و «تماسك من أجل من يحبك» لتنساب بخواطر عذبة تحاور الشوق والسند والعون والراحة والأمان بوجود صديق صادق العهد يشبه أرواحنا ويعيننا على قسوة الأيام؛ ليأتي فصلها (اشحن روحك) يلفت نظرك إلى أهمية إنقاذ ذاتك حال السقوط أو الخذلان ولك في مواساة الناس سلوى واطمئنان؛ ليأتي فصلها (مزاجيات صباحية) يهديك من إشراقة الصباح التفاؤل والإلهام ثم تلتفت إلى أهمية المجتمع في فصلها (معاً نحيا بالحبّ.. بالأمل).

وبعد فصلها (إلى أبطال النجاح مع التحية) تختم كتابها بخاطر «اعتذارات الحياة». كتاب خفيف لطيف بلسم للحياة؛ تسلسل من رسائل التحفيز وأهمية الصديق وذاتك لإنقاذ ذاتك واستلهم من الصباح والمجتمع إشراقة الحياة ليختم بالاعتذار؛ بلغة أدبية سهلة فيها من أقوال الحكماء والسنة والقرآن وفيها النظرة الواقعية القريبة مع وجود أيقونات معبرة.