الناقد الثقافي أمام صنفين من التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه الناقد الأدبي بصفة عامة، والناقد الثقافي على وجه الخصوص، صنفين من التحدّيات التي تحول بينه وبين بروز صوته في خطاب النقد العالمي، الذي تهيمن عليه أكاديميات غربية.

هذه التحديات، تناولها كتاب صدر حديثاً تحت عنوان «النظرية وتحديات الناقد الثقافي»، للكاتب الدكتور محمد الشحات. الصنف الأول من التحديات يواجه المثقف العام، مثل مشكلة العولمة، وتنميط الثقافة الإنسانية، وغياب الحريات، وأزمة التعليم ومشكلات البيئة.

أما التحدي الثاني الذي يواجه الناقد المتخصص، والكلام لمؤلف الكتاب، فهو تحدي المنهجية، وتحدي المرجعية، وتحدي الهوية، وتحدي الجِندرية، وتحدي الأجناسية.

وأوضح الدكتور محمد الشحات، أنه لا مفر أمام أي ناقد يريد أن يلحق بمستقبل النقد الأدبي والعلوم الإنسانية من دخول هذه المواجهة، عاجلاً أو آجلاً، بل بات ضرورياً التغلب على تحدياتها، أو تطويعها نظرياً وتطبيقياً، حتى ينتقل الخطاب النقدي (العربي)، الذي هو خطاب فكري من مستوى تحليل النصوص، إلى تأويل الخطابات والأنساق وتفكيكها، وتعرية مضمراتها، التي هي مضمرات الثقافة المؤثرة في تشكل النصوص التي تُصدِّر لمُتلقيها جملةً من مصالح سياسية، أو توجهات أو تحيزات أيديولوجية، أو انتماءات عرقية.

المؤلف أستاذ النقد ونظرية الأدب العربي، هو باحث وناقد، مهتم بالسرديّات والدراسات الثقافية والنظرية الأدبية والنقدية، ومن كتبه «بلاغة الراوي، طرائق السرد في روايات محمد البساطي»، «سرديّات المنفى، دراسة في الرواية العربية بعد عام 1967»، «سرديّات بديلة، مقاربات ثقافية»، «نحو كتابة جديدة، قراءة في الأدب العُماني المعاصر».

و«هوامش ثقافية: تأمّلات في نصوص ومفاهيم نقدية»، و«خارج المنهج: مقاربات ثقافية للأدب والنقد»، و«السرديّات الخضراء: مقاربات إيكولوجية في الرواية العربية»، وله عدد كبير من الدراسات والبحوث باللغتين العربية والإنجليزية، في الدوريات الأكاديمية المختلفة.

Email