اللغة العربية.. تحديات وجسور مع أجيال المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يقف الجيل العربي الجديد حائراً بين لغته الأم ولهجته واللهجات الأخرى التي دخلت على لغته، فحولتها إلى خليط غريب بعيد كل البعد عن اللغة الأم.

وعلى الرغم من الاهتمام الذي تحظى به اللغة العربية بدءاً من المدارس والصفوف الدراسية الأولى وليس انتهاءً بالمرحلة الجامعية، فإن الجيل العربي الجديد لا يزال بحاجة إلى تعزيز علاقته باللغة الأم، والتمكّن من مهاراتها وجمالياتها، التي تعيش حالة من التزاحم مع بعض المستويات اللغوية التي تطرحها مواقع التواصل الاجتماعي، وما تخلقه من مَيل إلى التعامل دونما كثير عناية مع لغة «الضاد»، فكيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة وتعزيز مكانة اللغة العربية بين أبناء الجيل العربي الجديد؟يؤكد الدكتور محمد عبدالرحمن، مدير جامعة الوصل في دبي، أن هناك الكثير من الأساليب والطرق التي يجب على كل فرد في المجتمع الالتزام بها من أجل إبراز دور اللغة العربية والاهتمام بها وإبقائها حية بين أفراد الجيل العربي الجديد.

ويشير في هذا الخصوص إلى استخدام «العربية» وتوظيفها في مناحي الحياة كافة، عبر المؤسسات الإدارية والتربوية، وكذلك العمل على تطوير طرق تدريس اللغة العربية من خلال تبسيط القواعد وتشجيع الطلاب على إجراء البحوث المختلفة باستخدامها، وذلك إلى جانب زيادة عدد ساعات تدريس مساقات اللغة العربية. ويقترح الدكتور محمد عبدالرحمن أيضاً القيام بالعديد من الندوات والبرامج الخاصة لتدريب مدرسي اللغة العربية لإطلاعهم على أحدث التجارب وأفضل الطرق السمعية والبصرية لتدريس اللغة العربية، وأيسر الطرق لتقديمها للجيل الجديد، إضافة إلى إلزام المؤسسات المختلفة باستعمالها لغةً أساسية في التعاملات اليومية. ومن جهته، يرى الكاتب والناشر، عضو مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، جمال الشحي، أن اللغة العربية تمر بتحديات كبيرة مثل غيرها من اللغات الحية.

ويشير إلى أن الجيل العربي الجديد له أدواته ولغته المختلفة، وأيضاً تجاربه الخاصة، لكنّ هناك جهداً لا بد أن تقوم به المؤسسات الثقافية والتعليمية من خلال المحتوى الذي تقدمه.ويؤكد الشحي دور المحتوى، وأهمية تعزيز إنشاء المحتوى، بأنواعه المختلفة، باللغة العربية الفصحى بشكل أساسي وبارز، إضافة إلى تنظيم الفعاليات المتنوعة التي تُعنى باللغة العربية، تماماً كما تفعل مكتبة محمد بن راشد، والدور الذي تؤديه في هذا المجال من خلال أنشطتها وفعالياتها وندواتها، وغير ذلك الكثير. في السياق ذاته، تقول الكاتبة صالحة عبيد: أفضل طريقة للحفاظ على اللغة العربية هي أن تكون حاضرة في كل مكان، وفاعلة في الفضاء العام، بمعنى أن تكون حاضرة حتى في أبسط المجالات، وكذلك على مستوى الحوار اليومي.

علاقات

وفي هذا السياق، قالت الإعلامية والمترجمة صفية الشحي: الحديث عن اللغة العربية حديث ذو شجون دائماً، خصوصاً للمحبين والمهتمين بها، ويفتح نوافذ من الإيجابية في نظرتنا لهذه اللغة ومرونتها وتمددها واتساعها، وتجربتي على سبيل المثال كانت فريدة من نوعها، لأنني قمت بترجمة كتاب من اللغة الإنجليزية إلى العربية فيما كتب بالإنجليزية للبحث في مفاهيم اللغة العربية في كتاب «الأسماء» للكاتب طاهر عادل، فهذه التبادلية في العلاقة بين اللغة العربية والعلاقات الأخرى تثري هذه اللغة بكل تأكيد.وأضافت: نحتاج إلى المزيد من الجهد بطبيعة الحال، وخصوصاً في الشبكة الإلكترونية، لتغذية هذا الحراك، ونحتاج أيضاً لأن يكون هناك وجه من وجوه اللغة العربية أكثر عصرية وأكثر حداثة وأكثر مرونة حتى يلامس الجيل الجديد واحتياجاته ومتطلباته.

Email