«مرايا شعبية»

قال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه : «لا بد من الحفاظ على تراثنا لأنه الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة»؛ كتاب «مرايا شعبية عادات وتقاليد عربية» يعكس لنا صورة الأجداد في مرايا من المحيط إلى الخليج يرسم لنا فيه صورة هذا الإنسان. يبدأ محمد رجب السامرائي بعد المقدمة بالفصل الأول «رمضان والحج»؛ يوضح في المبحث الأول «رمضان والعيد عند الرحالة» في قسمين أساسيين فيبدأ في ذاكرة الرحالة العرب:

ابن جبير وابن بطوطة؛ يستقي منهما انطباعاتهما حال أداء فريضة الحج ونقلهما لعادات وتقاليد أهل مكة في رمضان وليلة القدر تحديداً مع مظاهر الاحتفاء بحفظة القرآن حال الختمة والعيد، ويتابع القسم الثاني «في ذاكرة الرحالة الغربيين»؛ يحكي فيه عما نقله الرحالة الغربيون والمستشرقون لعادات الناس في رمضان والعيد. يأتي المبحث الثاني «محامل الحج الإسلامي».

موضحاً بداية «رحلة الحج من الإمارات» والاستعداد لها وعادات أهل الإمارات فيها مُفصلّاً أكثر في الطرق البرية و«رحلات الحج البحرية» وعودتهم من الحج؛ لينتقل إلى «محمل الحج اليمني» يوضح فيه مفهومه وتاريخه ليقف عند «طريق الحج من اليمن» موضحاً عاداتهم وتقاليدهم ثم يتابع في «ركب الحجاج المغاربة» ثم «ركب الحج التونسي».

يأتي الفصل الثاني «مظاهر الاستسقاء» في مبحثين؛ الأول «الاستسقاء في سوريا» ثم ينتقل إلى الخليج في المبحث الثاني «الاستسقاء في قطر» ينقل فيه بعض الأهازيج. ليختم الكتاب بالفصل الثالث «الأسواق الشعبية» بثلاثة مباحث أساسية؛ الأسواق الخليجية؛ يمر فيه بداية من دولة الإمارات من السوق المركزي في أبوظبي إلى العرصة وأسواق دبي ثم الجمعة والعطارين؛ لينتقل إلى السعودية وأسواق الأحساء إلى القيصرية ثم أسواق المحرّق في البحرين ليقف عند «طرز بناء الأسواق التقليدية» في الكويت من سوق واجف إلى سوق السلاح وسوق الصفافير ثم ينتقل إلى الأسواق العمانية:

سوق المز وسوق الصنصرة وسوق الحرفيين في صحار ليختم بسوق السمك في قطر، ثم يُعرّج إلى الأسواق الفلسطينية في المبحث الثاني والليبية في الثالث. يحاول الكتاب رسم الإنسان العربي من خلال تنوع ثقافته وعاداته وتقاليده فيما يجمعهم من مصالح دينية أو دنيوية ليفوح عبق الأصالة والانتماء وما يتطلبه من تكافل وتعاون بين الناس بلغة سهلة موجزة بالإضافة إلى صور تاريخية تناسب محتوى الكتاب.