مسح شامل لتاريخ أقدم الأشجار بالعالم في كتاب متخصص

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما كان البشر يحتفون بالشجر المعمر، لكن ذلك تغير في القرن الـ 18، حسبما يقول المؤرخ أستاذ جامعة بنسلفانيا، جاريد فارمر صاحب كتاب «أكثر النباتات تعميراً» الصادر حديثاً، والذي يعد تكريماً لأقدم الأشجار في العالم بدءاً من عصور ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا. يذكرنا فارمر في كتابه الجديد بضرورة حماية الكائنات بينما تجف الأرض وتسخن، ذلك أنه لا يزال أمامها مستقبل طويل.

يصحبنا كتابه من لبنان إلى نيوزيلندا وكاليفورنيا في مسح شامل للتاريخ المعقد لأقدم أشجار العالم، ماراً في سياق ذلك على أصوات شعوب أصلية وشخصيات دينية وعلماء معاصرين.

ويتساءل المؤلف في الكتاب: «ما هي أقدم (الكائنات) الحية على وجه الأرض»، فكل شجرة هي عبارة عن كائن حي يعمل بشكل فردي وكأن له تاريخه الخاص، لكن أشجاراً كثيرة تعد أجزاء نسيلية من أنظمة جذور متفرعة تحت الأرض، وقد يكون أقدمها أقدم بعشرات الألوف من السنين مما نعتقد.

وفي الكتاب، يربط المؤلف التاريخ البيولوجي لبعض أنواع الأشجار المبجلة بالتقاليد الثقافية الغنية التي تحيط بها. فتاريخ شجر الأرز، على سبيل المثال، يبدأ بخشب أرز لبنان المذكور في ملحمة جلجامش في القرن الثامن قبل الميلاد، حيث يصف الكتاب الدور الذي لعبه شجر الأرز كشاهد ومشارك في الاضطرابات الاجتماعية، مطبقاً النهج نفسه على أنواع أشجار أخرى، وتحديداً الزيتون والجنكة والبيبال، كما الباوباب المعروفة بشجرة «الفيل» لضخامتها، و«الشجرة المقلوبة» لأن فروعها تشبه الجذور. كما يتناول الكتاب أيضاً شجر الطقسوس وأشجار السرو والسيكويا والأشجار القديمة للمناطق المطلة على المحيط الهادئ وأشجار أمريكا الشمالية والجنوبية وأشجار أوروبا وآسيا.

ويضم مجموعة من المعلومات الخفيفة المسلية، فنعلم مثلاً أنه كقاعدة عامة لدى الأشجار الأقدم آليات بيولوجية للتعافي من الكوارث مثل الحرائق والفيضانات، وأنه لا يمكن معرفة عمر بعض الأشجار من خلال عدد الحلقات في الجذع، لأن بعض الأنواع تصبح جوفاء مع مرور السنين كالباوباب التي تعد من النباتات المزهرة الأطول عمراً، لكن خشبها يحتوي على مياه بنسبة تزيد على 80 %، مما يجعله عديم الفائدة للحرق أو البناء.

Email