أدب الطفل في الإمارات ينطلق إلى العالم على أجنحة التكنولوجيا

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح أدب الطفل في الإمارات في دخول عالم التكنولوجيا وتوظيف الرقمنة بشكل فاعل ومثمر جعله يصل إلى قلب وعقل الطفل، وساهم في انطلاق النتاجات الأدبية المتعلقة بالأطفال نحو العالم بكل ثقة، فوصلت إلى أقاصي الأرض قصص من الإمارات، يقرأها ويسمعها أطفال العالم في مختلف الأماكن والمناطق.

تميز ونجاح

وأوضح علي الشعالي، مدير ومؤسس دار الهدهد للنشر والتوزيع، أن الدار تتطلع إلى التميز والنجاح متبعة أعلى المعايير العالمية في النشر وأفضل المشاريع العالمية في توفير القصص للأطفال. وأشار إلى أن الدار تمكنت من الوصول إلى مختلف دول العالم، حيث تمكنت من الوصول إلى القارات البعيدة مثل أمريكا وأستراليا عبر الترويج لقصصها إلكترونياً، بالإضافة إلى توفير أكثر من 100 كتاب مسموع بشكل يحاكي خيال الأطفال ويجذب انتباههم نحو الكتاب، مؤكداً أن هذا النجاح على مستوى العالم يدل على مدى تمكن الدار من مخاطبة عقلية الطفل وتقربها إليهم بالطرق التي يفضلونها.

مواكبة

وعن تطويع التقنيات لخدمة أدب الأطفال أشارت الكاتبة والإعلامية حنان غيث إلى تطور الكتب العربية الخاصة بالأطفال واتباعها للتقنيات الحديثة، بدءاً من المحتوى إلى الألوان والرسومات التي تتضمنها تلك الكتب وتحويلها إلى كتب صوتية مسموعة واعتماد الواقع المعزز وتقنيات الميتافيرس بشكل لافت، وذكرت أن الكتب العربية تأخرت بعض الشيء عن مواكبة التقنيات التي دخلت للسوق الأجنبية قبل سبع سنوات تقريباً، إلا أنها تمكنت في النهاية من مواكبة التقنيات وتقديم الجديد للأطفال بشكل يتواءم مع تطور التكنولوجيا وعالم التقنيات.

وأوضحت أن الكاتب يواجه العديد من التحديات منها وقوعه في مأزق التكلفة التي تزداد عليه بسبب اختياره للرسومات الحديثة مثلاً عوضاً عن الرسم العادي التقليدي لتمييز قصته وتجويدها بشكل يلفت الأطفال أكثر.

وقالت: «الأطفال الآن أكثر وعياً من السابق، لم يعد من السهل جذب انتباه الأطفال نحو الكتب بالشكل التقليدي خاصة في عصر بات فيه الأطفال يمتلكون الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية ويتسابقون يومياً لتصوير مشاهد على برنامج»تيك توك«ويسعى كل منهم لأن يكون»ترند«أو الأكثر مشاهدة، فقد باتت توجهات الأطفال وميولهم مختلفة جداً عن الجيل السابق؛ لذلك من الضروري جداً مواكبة هذه التطورات ومخاطبتهم باللغة التي يفهمونها».

متعة وفائدة

وأكدت الكاتبة ميثاء الخياط أن نتاجات أدب الطفل في الإمارات تمكنت من خوض مجال التكنولوجيا بامتياز، إلا أنها ترى أن قصص الأطفال، سواء كانت مقروءة أو مسموعة فهي بحاجة إلى وجود شخص راشد مع الأطفال كي يكملوا قراءة أو الاستماع إلى القصة، إذ من السهل تشتيت انتباه الطفل عن استكمال سماع القصة الصوتية، وكذلك يحدث مع الكتاب الورقي ما يتطلب وجود شخص يقرأ لهذا الطفل ويشركه في القصة بشكل مباشر كي يضمن استمراره حتى نهايتها.

وترى الخياط أن محتوى قصص وكتب الأطفال تغير كثيرًا في الفترة الأخيرة من ناحية المحتوى المقدم، والرسومات فيها باتت أكثر جذباً للأطفال، إلا أنها تجد أن بعض كتب الأطفال التي تحمل فلسفة أو وعظاً غير مباشر لا تجذب الأطفال مثل الكتب الترفيهية المسلية، وحسب رأي الخياط فإن كتب الأطفال يجب أن تكون مسلية بالدرجة الأولى قبل كل شيء لتجذب انتباه الطفل ولا يتعين أن تكون تعليمية لأن الطفل يتعلم في المدرسة والبيت.

Email