اختارت الكاتبة الإماراتية الشابة مريم الشحي لإصدارها الأول عنوان «ما معنى أن ننتمي؟»، وهو كتاب موجّه للأطفال يتناول كما ذكرت: «مفهوم الانتماء من خلال رحلة بحث بطلة القصة «مها» عن معناها في الأشخاص، اللحظات، الأشياء، والأماكن». وبيّنت الشحي في حديثها لـ «البيان»: «العنوان السابق كان «الانتماء»، ولكن بعد نقاش مع دار النشر، أيقنت أن الطفل ينجذب لعناوين تكون معبرة أكثر للمضمون، لأن الكتابة بلغة تناسب الطفل تعتبر بمثابة التحدي بالنسبة لي».

مغامرة

مريم الشحي التي تدرس في جامعة نيويورك أبوظبي الآداب والكتابة الإبداعية والسياسية بيّنت: «إن اختصاصياً في جامعة نيويورك علمني المغامرة في جميع أنواع وأساليب الكتابة وحفزني أكثر على ترك حبري يسري على كل الصفحات البيضاء دون تردد. وأول ما أعرّف به نفسي هو لقب «كاتبة» وأطمح أن يرافقني هذا اللقب طيلة عمري، خصوصاً أنني أسعى حالياً للتقديم في برامج الماجستير للتطوير من محيط اهتمامي ومدار معرفتي».

وتابعت: «عشقي لأدب الطفل والقراءة للطفل بدأت منذ أن أهدتني أمي أخواتي، وعلمتني القراءة والكتابة قبل كل أقراني، ولذلك شعرت بمسؤولية القراءة لأشقائي في كل ليلة. ومع مرور السنين، أصبحت مكتبتي تضج بكتب الأطفال التي أقرأها رغم وصولي العشرينات بكل شغف». وأوضحت: «عندما فكرت في أول إصدار لي، تذكرت الطفل الذي مازال يعيش بداخلي وبداخل جميع أشقائي، وقررت الكتابة لجميع الأطفال من حولي ولأطفال العالم أجمع». وأضافت: «جاء الإصدار على شكل قصة متواصلة وهي الطريقة الأنسب من وجهة نظري لهذا النوع من القصص التعليمية والاستكشافية، لأنها أسهل في تعليم الطفل على مفهوم غير ملموس من خلال الملموس والمحسوس».

تعديلات

قالت مريم الشحي: «أجريت تعديلات على النص على مراحل لأتأكد من أن طريقة الطرح والكتابة ليست معقدة أو أكبر سناً من الفئة المستهدفة. ومع كل مرحلة تعديل كنت أعطي النسخة لأختي الصغرى ذات التسعة أعوام لتعطيني نصائح للتعديل أو تغيير الكلمات المستخدمة. كنت أقرأ قصصاً في أدب الطفل بشكل متواصل أيضاً في هذه المرحلة لأتعلم ممن لديهم خبرة مطولة في الكتابة للطفل. بالنسبة لي هذا التحدي عرّفني أكثر على عالم أدب الطفل وقربني ولغتي من قارئي كثيراً».

وحول إمكانية استمرارها بالكتابة للأطفال ذكرت الشحي: «اهتماماتي البحثية والكتابية حالياً تتمحور حول الهوية، الانتماء، العائلة، والوطن، ورغم أنني أعمل على كتاب يجمع بين الشعر، القصص، المقالات، الترجمة، والصور عن قبيلة الشحوح لمشروع التخرج إلا أن الكتابة للطفل مستوطنة بمكان عميق في مخيلتي. وحالياً لدي عدة أفكار لكتبي القادمة، ولكنني أركز على تلقي أكبر عدد من النقد البنّاء لأتعلم أكثر».

وذكرت الشحي عدداً من الكتاب الملهمين: «بالنسبة لكتّاب أدب الطفل، في عالمنا العربي تلهمني الكاتبة الكويتية بثينة العيسى وأسلوبها بالكتابة للطفل أثر بي بالأخص كتابها «ماذا نفعل عندما نشتاق؟»، وفي العالم الغربي يلهمني الكاتب والرسام الإيرلندي أوليڤر جيرفرز خصوصاً طريقة تحويل قلمه لفرشاة رسم فهو من يقوم برسم كل كتبه».