من اللغة العربية إلى الطاجيكية ترجمت الكاتبة والناشرة الإماراتية الدكتورة مريم الشناصي روايتها «مذكرات فارسة عربية»، بعد أن ترجم إلى 9 لغات أخرى، حيث تسعى الكاتبة كما صرحت لـ«البيان» للتأكيد على عدم الحاجة إلى لغة وسيطة للترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى كاللغة الإنجليزية أو الفرنسية.
وتحدثت الشناصي عن رحلتها مع الدارسين للغة العربية والمهتمين بدراستها الأدبية والتي بدأتها منذ 9 سنوات في جمهورية طاجيكستان بلد الحضارة التي يمتد تاريخها لآلاف السنين من المعرفة والعلم في سمرقند وبخارى معقل العلوم والمعرفة ووجهة الراغبين في استكمال دراستهم في الفلك والطب والصيدلة والأدب وغيرها من التخصصات الدراسية الأخرى.
وتابعت: تهتم هذه الجمهورية بالأدب واللغات، فهناك من أبنائها من يدرس الشعر والبلاغة والترجمة، وعقدت مسابقة لترجمة رواية «مذكرات فارسة عربية»، من الطاجيكية إلى العربية حيث أبدع الطلاب في ترجمتها، إذ تروي هذه الرواية قصة تحقيق الأمنيات والطموح من خلال شخصية سارة في نهاية الثلاثين من عمرها وتسعى لتحقيق أحلامها بقوة إرادتها، وترجمة الرواية الإماراتية للغة الطاجيكية، وتوفر هذه الرواية لطلاب الجامعات التجربة الإماراتية في الأدب والقصة والرواية، من خلال ترجمة الرواية للغتهم، وأيضاً المسابقة التي أقيمت بترجمتها من الطاجيكية للعربية أيضاً.
وعبرت الشناصي عن إعجابها وانبهارها بطلاب الجامعات في جمهورية طاجيكستان الذين يتقنون ويجيدون اللغة العربية، ويحفظون الشعر وأشهر المعلقات الشعرية، ويجيدون أيضاً كتابة القصائد الشعرية، ويحفظون الأمثال. وتشكل دراسة العربية وآدابها والبلاغة والنحو وبحوثها ودراستها مصدر اهتمام كبير لديهم، حيث تدرس اللغة العربية في العديد من الجامعات والكليات حول العالم.
شغف
وذكرت د. مريم الشناصي ومن خلال زياراتها المتكررة لطاجيكستان أن كل بيت طاجيكي قد تكون لديه شغف في البلاغة والشعر كإرث وجد بينهم، حيث احتضنت هذه الجمهورية العديد من كتب المفسرين وفي مجالات الطب والهندسة، وتكمن أهمية التبادل الثقافي في خلق لغة مشتركة وخلق حوار في التنمية والازدهار، فالأمم لا تبنى فقط على العلوم دون النظر للجانب الأدبي وأهميته، فالتبادل الثقافي ضروري في حركة الترجمة. وأكدت الشناصي أن العربية في فترة من الفترات كانت هي لغة العلوم، والالتفات إلى الأدب والثقافة يجعل للحياة معنى وبعداً إنسانياً ينعش الحضارات.

