في ثاني أيام «دبي لمسرح الشباب»
«البرواز» دارما إنسانية تفكك مفاهيم الوحدة

تركز مسرحية «البرواز»، التي انتجها جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح «المسرح الحديث»، على إظهار العديد من التداخلات النفسية والمجتمعية التي تدور في فلك تأطير ماهية العزلة، وهل هي شعور مكتسب أو تخلفه الأزمات والمسافات، في شخصية الرسام و3 لصوص حاولوا سرقة مرسمه.
ألوان العزلة
ومن جانب آخر، استطاع العمل الذي جاء من تأليف سعود الزرعوني وإخراج محمد جمعة الدرمكي، أن يحصد اهتمام الجمهور والنقاد نحو فكرة ومضمون العمل في إطار من عناصر السينوغرافيا المدروسة بدقة والقائم على فكرة مسرحية في داخل مسرحية، التي تتناول قصة 3 لصوص وحاولوا سرقة مرسم لفنان يعيش معظم الوقت فترات طويلة من العزلة والوحدة.
وشكل النسيج الدرامي واللونية النفسية والحوار المتصاعد والأحداث بين الفنان والصوص الثلاثة، الذين فشلوا في سرقة المكان، أساساً قوياً لمشهديه النص وتبادل الأدوار بين كل الشخصيات المتباينة في قوة حضور الممثلين المشاركين.
دارما الحياة
والسؤال الأبرز في العرض بين التمثيل وواقع الشخصيات ومرارة تعاطيها مع صراعاتها الخارجية والداخلية، أين يكمن سر الشفافية في المكاشفة، بجعل اللصوص أبطالاً في دراما الحياة؟ ويظهر التماهي بين الصياغة الأدبية للنص والسينوغرافيا بأفرعها كالإضاءة والموسيقى، يحدده إطار زمني في ليلة واحدة شهدت تداعيات الأحداث.
نوازع إنسانية
ومن جانب آخر منحت «البرواز» جمهور العرض مساحة حرة للغوص في أعماق النص عبر شخوصها ليعيشوا انفعالاتها وملامحها.
حيث تتعرى النفوس حينما تسوطها الوقائع وتجبرها على نزع الأقنعة الموهومة، وفي داخل كل شخصية من شخصيات هذا العمل نوازع إنسانية قد تبدو حالات عادية ملموسة ومتداولة ومتكررة بين الجميع، لكن البطلة تحمل هموماً ورغبات تصطدم بحواجز الممنوع والأعراف الاجتماعية، فتحيلها إلى مخادعة وتتعامل بغير ما يسكنها من هواجس وآلام.