بريطاني شغوف بالطبيعة يُسمعنا «موسيقى» تغيّر المناخ

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرك الفنان البريطاني كريس واتسون الرابط بين الصوت والذاكرة، وقد تحدث ذات مرة عن ذلك قائلاً: «يمكنني أن أسمع تسجيلاً صنعته العام الماضي أو قبل 10 سنوات، وفي غضون ثوانٍ أتبين ما كنت أفعله حينذاك وكيف شعرت وكيف كان الطقس في وقتها»، ولهذا نراه في مشروعه الأخير متعدد الوسائط «ويذر» أو «الطقس»، الذي أقامه مع منظمة «مانشستر كولكتيف» في بريطانيا مؤخراً، مع مجموعة من الفنانين، يغوص مطولاً في ذاكرة الأماكن بهدف إسماعنا أصواتاً عن تغير المناخ في عرض غامر لموائل مهددة بالانقراض وأماكن ضائعة.

يضم مشروعه مجموعة تسجيلات لأصوات من غابة «أمبر ماونتن» المطيرة في مدغشقر وصحراء «ناميب» في جنوب أفريقيا ونهر «فاتناجوكول» الجليدي في أيسلندا وأماكن أخرى كان قد زارها على مدى 20 عاماً، وتلك تم مزجها مع مقطوعة أوركسترا للمؤلف الأمريكي مايكل غوردون.

أكد الفنان أن اختياره تلك الأماكن عائد إلى غناها من الناحية الصوتية، حيث يمكن سماع ذوبان الجليد في النهر الأيسلندي وفقاعات الهواء داخله التي كانت محاصرة على مدى 10 آلاف سنة وقد أطلقت في أجوائنا أخيراً.

وقد مزج الفنان إلى جانب ذلك تسجيلات تتضمن أصواتاً خاصة بأماكن ضائعة، مثل مدينة «دونويتش» الغارقة بالمملكة المتحدة. تحدث واتسون إلى صحيفة «فايننشال تايمز» عن حكايات استحوذت على مخيلته عن تلك المدينة، فقال: «إن صياداً أخبره أنه وفقاً لأسطورة محلية فإنه من الممكن معرفة متى يتغير الطقس في دونويتش عندما تبدأ أجراس المدينة تدق من أعماق البحر»، فقرر على الأثر استخراج الصوت كما لو أنه يصل من قاع المحيط.

وكان الفنان قد أمضى وقتاً طويلاً على ساحلي المحيط الهادي والأطلسي، بحيث يؤكد أنه قادر على التفريق بينهما، واصفاً صوت المحيط الأطلسي بأنه أكثر خشونة.

وهو منذ خمسة عقود ما فتئ يكرر أن أصوات الأماكن يمكن أن تطلق إحساساً يصفه بـ«الجو الذي تشعر به عند دخولك إلى منزل أو شقة»، وهو ما يصفه بـ«هدية نسي الكثير منا كيفية استخدامها» في ظل الضوضاء التي تحيط بنا.

Email