أحمد مراد لـ«البيان»: الإمارات غنية بالمواهب الأدبية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الكاتب المصري أحمد مراد، صاحب مبادرة «أنا أقرأ» التي أطلقها بهدف الكشف عن مواهب 20 كاتباً واعداً في مجال القصة القصيرة، أن الكتابة الإبداعية تحتاج إلى أكثر من الموهبة لتحصد النجاح والاستمرارية، فليس هناك قصة لم تكتب من قبل، ولكن الخيال وابتكار الشخوص بكل تفاصيلها النابضة تستند على الموهبة والثقافة كونها هي بوصلة السرد الإبداعي التي تصنع الفرق، مشيراً في حديثه لـ«البيان» إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة غنية بالمواهب الأدبية.

وقال أحمد المراد، الحائز على جائزة البوكر العربية «القائمة القصيرة» عام 2014 عن روايته الثالثة «الفيل الأزرق»: «مع دخول المنطقة العربية إلى نطاق اهتمام منصات العرض الإلكترونية، تستوجب كتابة الروائيين والكتابة السينمائية مواصفات قياسية تخضع لمعايير الرواية والدراما العالمية، فهناك مسارات وخطوات متصاعدة وعلى الكاتب أو المؤلف أن يضعها في عين الاعتبار ومنها البحوث المستمرة وتتبع التاريخ كرصيد ثقافي متراكم من المعلومات المهمة التي تعد أساساً للتكوين الفني للكتابة الإبداعية».

مواهب إماراتية

وفيما يتعلق ببرنامج ورش الكتابة السينمائية التي قدمها في دبي يقول مراد: تزخر دولة الإمارات بالعديد من المواهب الاستثنائية في مجال الكتابة الإبداعية بوجه عام، وهي تحتاج كل الدعم والتقدير منا، للوصول إلى النجاح وتأسيس مسيرة إبداعية مكتملة الأركان، ومن هذا المنطلق طرح تلك الورشة المكثفة والتي استمرت على مدار أسبوعين، لتكون قاعدة لانطلاق المزيد من الورش الأكاديمية، التي تعد مدخلاً رئيسياً للحصول على منهج معتمد متكامل للتعامل مع الأنظمة السينمائية الجديدة.

منهج علمي

وأضاف مراد: بدأت في تدريس كتابة السيناريو السينمائي عام 2016 بالقاهرة. وتخرّج على يدي أكثر من 280 طالباً وطالبة، قبل أن أبدأ في تدريس الكتابة في إمارة دبي، حيث قدمت دورتين خلال أبريل وسبتمبر 2021، تخرج فيهما 38 طالباً من مختلف الجنسيات العربية، حيث يعتمد منهجي على تحضير وتوجيه جيل شاب من السينمائيين تقوم كتاباته على منهج علمي مدروس مطابق للمعايير العالمية في رسم المنحني الدرامي وبناء الشخصيات وصياغة الحبكة إلخ، لتغذية الأسواق العربية بكتاب سيناريو يناسبوا الطلب العالمي على المنطقة العربية، بالإضافة إلى تدريبهم على استقراء اتجاهات السوق السينمائي العالمي ومتطلباته.

ويوضح مراد: الورشة الإبداعية للكتابة التي نطرحها تخاطب جميع الفئات العمرية التي تمتلك موهبة الكتابة، كما تحتوي على منهج تنظيمي لتقديم الأعمال بطريقة توافق معايير اختبار وفرز شركات الإنتاج السينمائية كما أنها تساعد على تنظيم تدفق الإبداع في عقل الكاتب، ووضع أفكاره في إطار قابل للتحقيق على أرض الواقع.

وفيما يتعلق بانخفاض عدد القراء وعشاق المطالعة في الوطن العربي يقول مراد: ليس هناك عزوف عن القراءة بل هناك مؤلفات لا تصلح للقراءة وغير قادرة على تحويل القارئ العابر إلى مطالع وفيّ، قادر على استيعاب كل المعطيات والمتغيرات للحراك الأدبي العربي المعاصر، من منطلق أن الأدب بشكل عام وظيفته هو شحن القراء بالعديد من الأفكار والمواقف التي تجعله جزءاً من رحلة الرواية أو القصة الإبداعية والتي قد تتضمن فيما يخص على سبيل المثال الرواية التاريخية وقائع أو أحداث جرت بالفعل، من منطلق أن كلاً من تلك الأحداث قد يخضع للنسبية وليس لحقيقة مطلقة وفقاً لما تناقله المؤرخون والكتاب، وعلى سبيل المثال تعمدت أن تثير روايتي الصادرة في عام 2017 «موسم صيد الغزلان» والتي تنتمي إلى فئة أدب الخيال العلمي الكثير من التساؤلات والموضوعات الفلسفية التي تستدعي المستقبل من نوافذ الماضي.

وفيما يتعلق برؤيته الفنية من خلال تحويل العديد من رواياته لأعمال سينمائية يقول مراد: لم يحدث أن كتبت عملاً خاصاً بالسينما فأنا أكتب من منظور أدبي وليس من منظور تجاري يحقق رؤية إخراجية أو جهة إنتاجية، وهذا هو الفرق تماماً بين هواة المطالعة وجمهور الفن السابع. ويختم مراد: حينما يطلب مني خوض التجارب السينمائية عبر كتابة نص سيناريو منبثق عن رواياتي، أرحب بالفكرة واعتبرها بمثابة تحدٍ موازٍ لكتابه النص الأصلي.

Email