عوالم كتاب

«حلية الوقار»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قيل إن «أدب المرء، خَيرٌ من ذَهَبِه»، ومن أدّب ولده صغيراً، سُرّ به كبيراً؛ مع الانفتاح الحالي يحار المربي أين يبدأ، وكيف ينطلق بطريق سليم قويم ما أمكن. كتاب (حِلية الوقارِ لجيلٍ عِطْرُهُ الأَدب) يستقي من معين الأحاديث النبوية ويرتبها حسب تعريف الإيمان؛ فيرسم الطريق لتنشئة الجيل الصاعد بما يليق.

يبدأ علي بن جابر الفيفي بعد المقدمة بعنوان (أدب القلب) يُدرج فيه ستة أحاديث نبوية يشرحها شرحاً ميسراً ويختم كل حديث باقتراح عملي لتطبيقه؛ فيبدأ بالحياء وينتقل إلى ضبط النفس ثم القناعة وحب الخير للغير ومعنى الرفعة الحقيقية ليختم بالتحذير من التكبُّر. يتابعه (أدب اللسان) فيشمل سبعة أحاديث نبوية؛ يبدؤها من حصائد الألسنة ويتابع بخصائص النفاق والبر والفجور، ثم التحذير من النميمة والغيبة وذي الوجهين ليختم بخُلُقه القرآن.

أما (أدب الحقوق)؛ فيبدأ بحق المسلم على المسلم وينتقل إلى الأم والوالدين ثم الجار وصلة الرحم والتحذير من قطع الرحم مع ضرورة إكرام كبار السن؛ لينتقل إلى (أدب الرحمة)؛ فيبدأ بالتحذير من الظلم وتعذيب الحيوانات ويتابع بالتوصية بالستر والرحمة والرفق؛ ليكمل في (أدب المجتمع) بالحث على السلام وإماطة الأذى وقل خيراً وتعاضد الناس وكف اللسان واليد عن الأذى، ويوصي بإطعام الطعام بالمقابل يُحذّر في «لا تفعل ذلك!» و «دع الناس» و«اجمع ولا تفرّق».

وفي (أدب الصداقة) يبدأ بكُن حذراً ثم «لا تُحزن أخاك» و«اختر جليسك» ويتابع بالصفات التي عليك أن تتحلى بها من البشاشة والنصيحة، والصفات التي من الواجب على صديقك التحلي بها في «الإيمان والتقوى»؛ ليصل إلى (أدب اللباقة والجمال) الذي يشمل الأحاديث التي توصي بالابتداء باليمين والسواك وعدم انتقاد الطعام وحسن قص الشعر والتحذير من الخيلاء وآداب الجلوس على المائدة وأكل الطعام والإحسان للعامل والاستئذان والشكر والامتنان، لينتهي إلى التأكيد على مكانة حسن الخلق قبل الخاتمة.

يخاطب الكتاب طلبة الابتدائية والمتوسطة بلغة سهلة قريبة وطرح تعليمي يلامس الواقع ويساعد المعلم والمربي كذلك بتمهيد الطريق له لتوجيه دفة التربية والتعليم وكما قال الشاعر:

لا تَسهُ عَن أَدَبِ الصَغي رِ وَإِن بَكى أَلم التَعَب

وَدَعِ الكَبيرَ لِشَأنِهِ كبر الكَبيرُ عَنِ الأَدَب

 

Email