شعراء يحلقون باللغة والقصيدة في بيت الشعر بالشارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقام «بيت الشعر» بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية، الثلاثاء، شهدت حضوراً حاشداً من محبّي الشعر والأدب والثقافة، وأحياها الشعراء عمر المقدي ويوسف الديك وياسر سعيد، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وقدمتها الشاعر الدكتورة حنين عمر، التي أثنت على جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الأدب، وشكرت بيت الشعر بدائرة الثقافة في مواصلة تقديم أسماء جديدة للمشهد الشعري.

حلق الشعراء باللغة الخالدة في الفضاء الإبداعي، واستطاعوا أن يطلقوا عصافير مغردة في قاعة بيت الشعر، التي رقصت فيها قلوب الحاضرين محبي «ديوان العرب»، وتطرقت مضامينهم إلى الوطن والذات والوجود، في معزوفات أنيقة لاقت الإعجاب والتفاعل الحار مع القصيدة.

وبدأ الشاعر عمر المقدي، بلغة أنيقة رشيقة وهو يخاطب حروفها وظلال معانيها من خلال قصيدة «كن»، وكأنه يدعو إلى المحافظة على هذه اللغة القادرة على التعبير والإدهاش، ومنها:

أَحْيِ الـحُـرُوفَ فَـقَدْ قُتِلْتَ مُـوَلَّـها

 وَاكْـتُبْ إِلَى لُـغَـةِ الـخُـلُودِ لَعَلَّها

قَدْ طَالَ بِالزَّمَنِ الـوُقُوفُ هُنَا وكمْ

 أَجْرَى النَّـوَى أَحْقَابـَـهُ وَأَهَلَّها

وطاف الشاعر يوسف الديك، العائد من السفر وهو يحمل في حقيبته الذكريات ونبض بوحه «مزلاج الأنوثة» بمقطوعات موسيقية عالية النغم أجواء الخيال، وقرأ للحبيبة في مفتتح تجلياته قطعة تسللت بهدوء إلى الذائقة وهو يقول:

يدكِ التي ربتَتْ على كتِفي

أحسستُها طيرًا سماويًا

أوسعتُها شكرًا، ولثمتُها عِطرًا

سكنَتْ أصابعُها، فيضًا من التّرفِ

واختتم القراءات الشعرية الشاعر ياسر سعيد دحي بمفردات عالية منتقاة، وبإلقاء شد إليه الحضور، وهو يفتتح القصيدة بلمسة وفاء عالية من نفس بارة، وكان الدعاء لوالده انطلاقته الأولى في البوح:

علّمني كَلماتٍ أَسْكُنُ فيها

تعصمني من هذا الكون الأطرشْ

تجعلني ريحاً تتعطشْ

تَسْكُنُ في كل جَديد

وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي، الشعراء المشاركين ومُقدمة الأمسية.

Email