«ملتقى الشباب» في مصر يستعرض التجارب العربية لبناء التنمية والسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل بالقاهرة فعاليات الملتقى الأول حول «حديث الشباب العربي لبناء الوعي»، حيث تم عقد العديد من الجلسات، دعا خلالها المشاركون إلى تكثيف الجهود العربية والأفريقية لترسيخ الوعي لدى الشباب وحمايتهم من الفكر المتطرف، وإشراكهم في التنمية وصنع القرار.

وخلال جلسة التأثير النفسي والسياسي والاقتصادي على المجتمعات العربية، وفي محورها الأول: «بناء الوعي المفهوم وأثره المجتمعي» أوضح د.كوثر الجوعان رئيس معهد المرأة للتنمية والسلام بالكويت أن المعهد يعنى بكل الفئات، ويهتم بنشر الوعي وثقافة السلام والإصلاح الديمقراطي وحقوق الإنسان والثقافة والتراث والموضوعات التنموية، وقالت: «ندرك جيداً أن الوعي يشكل البوصلة التي سيقود من خلالها الشباب مجتمعاتنا»، وأضافت «إن المجتمع الكويتي امتداد للدول العربية، يؤثر فيها ويتأثر بها، ويعمل على التوعية والتصدي لما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة، وكل ما يخالف عاداتنا وتقاليدنا مما يصدره لنا الغرب»، وتابعت «إن بلادنا العربية زاخرة بالثروات ويجب استغلالها، كما أنها زاخرة بتاريخها وتراثها»، وطالبت وزارات التربية والتعليم بمناهج ترسخ الوعي وتنمية الهوية الوطنية لدى النشء والشباب، مؤكدة أهمية حماية الشباب العربي، وبناء مستقبل الأمم واستغلال الثروات الشبابية وأن يتبنى الملتقى استراتيجية الشباب في هذا الشأن.

من جهته أكد إبراهيم راشد رئيس جمعية الخالدية الشبابية بالبحرين أهمية دور المجتمع المدني في النهوض بالشباب، موضحاً أن جمعيته نظمت 124 فعالية ناجحة خلال عامين، ودعا إلى تغيير المناهج التعليمية التي لا تزال تقليدية، ويجب أن تتواكب مع التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وقال إنه لو لم نتسلح بصورة علمية صحيحة ونتصدى لمحاولات التشويه عبر وسائل الاجتماعي لن نتقدم في استشراف المستقبل خاصة في ظل الحروب العالمية الراهنة، والتحديات الخطيرة في العالم.

وفي المحور الثاني حول التأثير النفسي والسياسي والاقتصادي على المجتمعات العربية وخلال الجلسة التي أدارها الإعلامي أحمد يوسف أكد د.حمدي أبو سنة محاضر الصحة النفسية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن الشباب هو مصدر الطاقة الإيجابية، وإذا كان الفكر لدى الشباب سليماً فإنه يؤدي إلى سلوك إيجابي، وحذر أبو سنة من مخاطر الشائعات، التي تستخدم وقت الأزمات، مؤكداً ضرورة التوعية لدى الشباب وترسيخ الإرشاد الأسري والتربوي والإعلامي والديني.

وفي الجانب الخاص بالتأثير السياسي حذرت الإعلامية رانيا هاشم عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام من خطورة الغزو الفكري ومحاولات طمس الهوية، لافتة ألي أن الفراغ وراء استهداف فكر الشباب باعتبار أن الفراغ مفسدة، فالشباب أصبح أسيراً لمواقع التواصل الاجتماعي. من جهته، تحدث د. محمد بودن رئيس مجلس أطلس للمؤشرات السياسية والمؤسسية بالمغرب عن أهمية ترسيخ 

الوعي السياسي لدى الشباب، ويجب أن ينظر له بمنظور أشمل فهو يعتمد على المعرفة والبحث والتربية على المواطنة، وهو ما أكدته الواجبات المنصوص عليها في الدساتير، أما حامد أحمد قمر فاستعرض تجربة جزر القمر في المصالحة الوطنية بقيادة الرئيس عثمان غزالي ورؤية الحكومة القمرية في جعل قضايا الشباب في الأولوية، موضحاً أنها تجربة شيقة وثرية، وخرجت من رحم المعاناة.

وحول التأثير الاقتصادي في بناء المجتمعات العربية تحدثت السعودية، وفاء محمد الطجل باحثة ومستشارة تربوية عن أهمية الوعي كفهم سليم لقضية ما وثقافة محددة ليقود نحو سلوك سليم. ومن الأردن تحدث أمجد صقر الكريمين مسؤول الشراكات بهيئة شباب كلنا الأردن عن الدور الاقتصادي للشباب، من خلال تشجيعهم على إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي تتطلب وعياً واسعاً حولها من قبل صناع القرار لمواجهة الفقر والبطالة.

وشهد الملتقى استعراضاً من قبل ممثلة مبادرة «حياة كريمة» كنموذج للشباب المتطوع، وهي من أكبر المشروعات المصرية في التاريخ الحديث وتحدثت اللواء د. هبة أبو العمايم مستشارة وزيرة التضامن للتفتيش عن تجربة «البيوت الأمنة» في مصر موضحة أن هناك لائحة لإنشاء «البيوت الآمنة» وهناك تجربة لأسر بديلة لـ14 ألفاً و500 طفل وهناك تخطيط لمزيد من الأسر، وبالنسبة لأبنائنا من أصحاب الهمم فإن هناك توجيهات لتعديل القوانين الخاصة بالإعاقة والأيتام.

وخلال الجلسة الثالثة حول دور الدين والإعلام والدراما في التأثير على بناء الوعي والتي أدارتها داليا عزام مسؤول العلاقات الخارجية بوزارة الشباب والرياضة، والتي أكدت أهمية الملتقى ودور مجلس الشباب العربي كأحد أعمدة رفع الوعي لدى الشباب العربي، وتناول د. حسن خليل الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية دور القيادة السياسية الحكيمة، وفي المحور الثاني حول تأثير الدراما على بناء الوعي بالمجتمعات العربية تحدث محمد بدران الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، مؤكداً أهمية الملتقى للإسهام في التوعية والتنوير لعقول الشباب. ومن المغرب تحدث محمد نبيل شفاق نائب رئيس جمعية الأمل المسرحي تمارة عن الحلم بالوحدة العربية، لافتاً إلى التحديات الجسام التي تواجه دول المنطقة في هذا الإطار. 

ومن المملكة العربية السعودية أكدت حواء القحطاني عضو هيئة الصحفيين السعوديين أهمية التضامن العربي ووجود وحدة إعلامية ومعايير تحدد دور الإعلاميين والصحفيين.

وشهد الملتقى جلسة حول دور المؤسسات الاقتصادية والمالية في دعم بناء الوعي لتحقيق التنمية المستدامة تحدث خلالها د. عبدالمنعم وهدان رئيس المؤسسة الفلسطينية للإقراض الزراعي، مستعرضاً التحديات التي تواجهها المؤسسة في ظل المتغيرات الراهنة، كما ركزت د. كلثم عبد الله سالم رئيس اتحاد المرأة المتخصصة فرع الإمارات عن ضرورة تكثيف الجهود لاستغلال الموارد والثروات الهائلة، التي تزخر بها دولنا العربية، موضحة أن دولة مثل موريتانيا لديها فرص استثمارية واعدة ولا بد من استغلالها.

وحول الدور العربي الداعم لمصر، قال عطوفة عبد الرحيم الزواهرة مدير عام هيئة شباب «كلنا الأردن»: إننا نبني آمالاً كبيرة على الشباب للتسلح بالعلم والمعرفة، والاستفادة من كل تجاربنا العربية.

Email