عائشة المنصوري وابنتها تعرفان زوار «سيمثسونيان للفنون» على الصقارة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحظى الصقارة بمكانة مميزة في تراث دولة الإمارات منذ القدم، وتم التمسك بها والحفاظ عليها كجزء من مخزون البلاد الثقافي المتوارث جيلاً بعد جيل، إلى جانب تبنيها رمزاً وطنياً للبلاد واعتمادها تقليداً في العروض التراثية التي تشارك فيها الدولة، كمهرجان سميثسونيان للفنون الشعبية 2022 الذي اختتمت فعالياته في واشنطن أخيراً، حيث وقفت عائشة المنصوري وابنتها عوشة بالقرب من خيمة الصيد بالصقور التي غالباً ما كانت محاطة بحشد من الفضوليين والمذهولين، حسبما أفادت مجلة «فستيفال» الأمريكية التابعة للمهرجان.

وخلال الحدث، لم تتمكن عائشة من إحضار صقورها إلى العاصمة واشنطن بسبب قيود السفر، فتم استحضار الطيور الأمريكية الجارحة الموجودة مؤقتاً بحديقة الحيوانات الوطنية بمؤسسة «سميثسونيان». وعلى مدار أسبوعين من المهرجان، شهد الزوار عملية تربية الصقارين للصقور وارتياح الواحد للآخر إلى حين رفع الغطاء عن وجه الصقور. 

بالنسبة إلى عائشة، كان تعلم فن الصقارة القديم طريقتها لتكون بالقرب من والدها. وقد أوضحت من خيمتها في المهرجان: «في البداية، أردت أن أبقى حوله بدافع الحب». وكانا يخرجان إلى الصحراء للصيد والمراقبة والممارسة. وفي النهاية، أصبحت أول امرأة تعمل في مجال الصقارة في الإمارات، وقد وصفت الصقارة بأنها مغروسة في دمها، مضيفة: «إنها ثقافتي وشيء نشأت معه». 

وتتحدث عن ابنتها عوشة البالغة من العمر تسعة أعوام، وهي أصغر صقارة في الإمارات. إذ عاشت عوشة مع الصقور منذ نعومة أظافرها، وتتذكر عائشة أنها: «عندما كانت طفلة كانت عوشة تحاول أن تلمس الصقور وتمسك بها، وعند إطعامها كانت تجلس بالقرب منها وتراقب. وقد لاحظ والدها فضول حفيدته. فقال لها:»يجب أن تعلميها الصقارة وكل شيء عن الصقور والصحراء والثقافة«. فكانت بداية دروس عوشة أن الصقور تتطلب الانتباه والاحترام بدلاً من الهيمنة الشرسة أو السيطرة من البشر. 

وترى المجلة أنه مثلما وجدت عائشة طريقة لتكون قريبة من والدها فإنها تنشئ نفس الرابط مع ابنتها ومجتمعاً متنامياً من ممارسي الرياضة يصل الآن إلى جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن عائشة تشارك بسخاء معارف ومهارات الصقارة مع نساء أخريات في الإمارات، حيث أنشأت في عام 2016 نادي الصقارة للسيدات. 

ونقلت المجلة عن عائشة رؤيتها للمستقبل:»يجب أن يكون هناك المزيد من الصقارين من الإناث والشباب«مضيفة:»يمكن للجميع الخروج معاً للصيد مع عائلاتهم«. 

وعن تربية الصقور، أكدت عائشة أنه قبل أن تتمكن الطيور من الصيد من الضروري أن يقيم الصقارون رابطة قوية معها. وعندما يتم نقل الصقور الصغيرة إلى منزلها»يجب أن تبقى بمفردها مع الصقور لمدة أسبوع إلى أسبوعين، وأن تطعمها وتدعها تتعرف عليها". وهنا تصف لحظات من السحر تدلها على وجود رابط قوي، وهو عندما تسمع الصقور صوتها فتتعرف عليه وتستجيب وتشعر بالحماس. وبعد ذلك يحين وقت التدريب، حيث يختلف كل صقر عن آخر، ويجب على الصقارين التكيف مع شخصيات الطيور. 

Email